RSS

الأحد، 18 يوليو 2010

heaven ( الجنة ) - ( سيما من أجمل ما شفت )



أنا وهذا الفيلم
لعلها المصادفة التى دفعت بحالة الإجهاد التى كانت تجتاح مزاجى بعد يوم اعدت فيه ( مقاومة ) الحياة ... إلى الريموت أبحث عن شيئا يستحق الرؤية لألحق مع خطوتى الثالثة عليله ببداية فيلم heaven الذى من المشهد الأول أعلن نفسه فيلما بروح خاصة بمزاجية خاصة بحالة خاصة حتى قبل أن أعرف أن بطلته الرائعة هى النجمة السينمائية ( كات بلانشيت) فهو فيلما يتملك حركة سينمائية كفيلة أن تجذبك مهما قاومت ... وعلى مدار ساعة و 36 دقيقة كنت منغمسا داخل حالة بصرية رائعة أبزرت وجها مختلفا للحياة فى شوارع إيطاليا و أحيائها و أثارها بصورة لم تغفل للحظة هدف الفيلم الأساسى .. مما جعلنى ما أن أنتهى من الفيلم حتى أسرع بمشاعرة و الصور الطازجة ما تزل تتتنفض داخل مخيلتى لأسجل هنا أنى شاهدت فيلما فعلا يستحق أن يكون فكرة و تمثيلا و تصويرا و إخراجا و موسيقيا .... ( سينما من أجمل ما شفت )

قصة الفيلم

في مدينة تورينو الإيطالية ،يلقى أربعة من الأبرياء مصرعهم جراء تفجير قنبلة داخل السانسير الذى يقلهم و تتهم في هذه العملية مدرسة للغة الانجليزية تدعى فيليبا التى لا تقاوم اعتقالها.
و فى أثناء التحقيق تنهار تماما عندما تعرف إنها تسببت بمقتل ربع أبرياء بينهم طفلتان لأنها فى الحقيقة كانت بتفجير القنبلة شخصا آخرا تماما ، وهو تاجر مخدرات المسؤول عن وفاة زوجها ، وكذلك عن وفاة العديد من طلابها فى وقت يشك فيه ضباط الاستجواب فى قصتها
( فيليبو ) ، وهو ضابط الشرطة الشاب الذي يترجم ماتقوله ( فيليبا) إلى الإيطالية في الوقت الذي يجري استجوابها ، هو الوحيد الذي يؤمن بقصتها .ز يدخل معها على خط الأحداث بشكل يحرر نفسه فيه من مسيرة والده التى يجد نفسه يعيش داخلها حيث يقرر مساعدتها و بالفعل ينجح فى تهريبها من السجن وهو يهرب معها و تتداخل بينهم مشاعر الجمال فى عناصر الصورة و الطبيعة و مشاعر الحب رغم المطارده المستمية لهم من قبل رجال الشرطة بل و قيام ( فيليبا ) بقتل مروج المخدرات فى النهاية بعد أن قالت أن سبب فرارها ليس الهروب من العقاب فهى تريد أن تتحمل مسؤلياتها بل من أجل قتل هذا المروج ... وفى النهاية يهربان فى مشهد غير صاخب فى غاية الإبداع يمتلأ بالكوميديا أحيانا و بالحرية أحيانا و بفرحة المشاهد أحيانا ... و ببعض منطق مجنون .

من أجمل مشاهد الفيلم :

مع الاقتراب من النهاية تتوالى عدة مشاهد فى غاية الروعة و الاتقان و الرقى السينمائى الحق فنجد أن ( فيليبا ) و ( فليبو ) فى مشهد تملأه الطبيعة بسحر غير طبيعى ينطلقان فى جرى متواصل مع حركة كاميرا تجعلهم يندمجان داخل هذا التكوين الرائع كأنهما يعبئان روحيهما و جسديهما المحاصرين بجرعات مفرطة من الحرية التى تختزلها أوامر القبض عليهم .. و يكتمل المشهد بمشهد يمزج شجرة الحياة بالغروب بلقاء جسدى يعلو على اللغة الشهوانية و يجعلنا نقف و كأننا نشاهد بعث آدم و حواء من جديد .

وأما مشهد النهاية فهو من أجمل المشاهد
حيث يستطيعا أثناء مطارده الشرطة لهم أن يستوليا فى غفلة من رجال الشرطة على طائرة الشرطة حيث يرتفع بها فيليبو فى ارتفاع عامودى متواصل حيث تتضاءل مساحة الطائرة و تختفى فجأة داخل بقعه زرقاء من السماء بما يربط النهاية بمشهد البداية الذى كان فيه البطل يتعلم الطيران بالمروحية و كان مدربه يقول له إنه لن يستطيع أن يرتفع بطائرة عامودية كل هذا الارتفاع .
مما يحافظ على طبيعة التحدى و التمرد داخل البطل كأنه حلقة متصلة .

الإضاءة
كانت استخدام التكونيات الضوئية من أبرز المكملات الأساسية للمشاهد من خلال حركة الظل و الظلام و النور كل منهم كان فى مكانه السليم و كأن خط الفيلم القوى انطبع على كل العاملين بالعمل ليخرجوا أجمل ما فيهم

الموسيقى
و هى بالذات كانت فى منتهى الروعة و الفهم العميق لأحداث الفيلم فالفيلم لم يكن فيلم صاخب و أكشن رغم حالات القتل و التفجير التى لم نتأذى بيها حيث كان المخرج يهدف أن نرى البعد الأعمق وراء الحدث
و أجمل ما فى هذا الفيلم .... أن المخرج و صانع الموسيقى أكدا أن من ( الصمت ) أيضا قد نسمع موسيقى لا تلمسها الأذن لكن القلب يعرفها و هذا كان ما فى أجمل ما فى الفيلم حيث لم يفسد اللوحة الجمالية الإنسانية موسيقى ذاتية تبحث فقط عن نفسها أو أصوات مؤثرات ( طلقات رصاص ) أو صراخ ... فالكل كان فى خلفية المعنى الأسمى للحرية و تحقيق هدف العمل الأول .
الأداء
جاء أداء ( كات بلانشيت ) معبرا على إنها نجمة بحق تهتم بالدور حتى لو على حساب نفسها حيث فى هذا الفيلم عبر مشهد جرئ نجدها تتخلى علن شعرها بالكامل بشكل حقيقى لتبدو فى ثلث الفيلم الأخير ملامحها مغايرة لمنظرها الأنثوى لتشكل مه ( فيليبو ) بطل الفيلم الذى سار حذوها فى قصة شعر بطريقة جعلتهم مختلفين مع المحيط لكنهم مندمجان بشكل كامل فى الحالة النفسية و نفس المصير
مما جعل الفيلم ينطق فى كل لحظة بمعنى مختلف من الجمال

معلومات عن الفيلم :

Release Date: October 25, 2002
US Box Office: $51,909
Starring: Cate Blanchett
Giovanni Ribisi
Stefania Rocca
Remo Girone
Directed by: Tom Tykwer
Produced by: Frederique Dumas-Zajdela
Written by: Krzysztof Kieslowski
Distributor: Miramax Films

2 التعليقات:

!!! عارفة ... مش عارف ليه يقول...

شكراً جزيلاً على هذا النقد الوافي

لفيلم جيد يستحق المشاهدة

تحياتي

eslam el baron يقول...

ألف شكر على التعليق الأكر من رائع ... و فعلا اتمنى أن تستمتع بهذا الفيلم كما استمتعت به
و كل عام و أنت بخير

إرسال تعليق