RSS

الاثنين، 22 فبراير 2010

قصاقيص ( شعرية ) - ( 1 )

( 1 )
- ( ممرات لحزنى ) -
اختبئ فى أمل مؤقت /
أمام هذا الحزن المندفع
عبر فتحات نافذة خلفية تلتصق /
بسيرتى الذاتية /
ارتجف ... بصدى مشروخ /
حين يضغطنى جدار رحم لعاصفة قدرية /
تكرر نفس الزيارة /
بالتوازى /
مع ليلة ميلاد - نقطة نور - /
ثم أعود دوما إلى حيز المنتصف البارد /
فقط ...
أعترض و معى بعض الغضب الحاد /
على أمس مبلل /
و غد تأكله منى الرطوبة /
ثم استمر ... /

--------------------------
( 2 )
... حالتى الآن
أنا ... و بعض الحصار المفتوح /
أنعى رغبة مكسورة /
أسير يومى بلا رائحة /
حتى اتجمد .. ( كملصق ) على الجدار /
لكن لا يسقط ظل /
يثير الماره /
انصهر بداخلى أكثر /
ثم أسلم نفسى لحانة المفلس /
حتى أغرق /
فى كأسا أخر /
من الحظ قليل /

---------------------------
( 3 )

وراء النافذة
يبدأ " عام جديد "
تتساقط شظايا الألعاب النارية
على قدرى المفتوح
تستهدف أحلام و رؤى
تخلى عنها العام الماضى
... اكتب على الهامش المجروح
- عدد ( ...... ) مفقود
- عدد أكثر ( ...... ) ضحية
---------------------------
( 4 )

من أين أتيت بكأس الأمل هذا ؟
حتى تتسع مساحة الضحكة
و اتوهم أن اليوم مختلف
فى تيه كلسى
لـــ " علامات الاستفهام "
باطنه يخفى سر لعنة يهودية .
تتردد على صباحى .. برأس
ألف ( لماذا ) .... ؟

-----------------------------
( 5 )

من أنت يا ساكن جسدى ؟
تتسرب إلى أعماقى بلون أسود
و تحتسى يومياتى .. كما تشاء
ثم تمتطى زهوة حلمى
بظل كامن حدى
أجبان أنت ؟
قدر أنت ؟
أعبث أنت ؟
أو سحر معقود ... تردده فناجين جدى ؟
أم أنا
.... أسكن انا – فقط ( وحدى ) -
--------------------------------

السبت، 20 فبراير 2010

كلام دبش ( 2 )


- لماذا لا يقوم "بيل جيتس" أسطورة عالم البرمجيات بمســـاءلة الحكومة المـصرية و هي تـتعدى على صميم عمله عـــندما تقوم بــ "برمجة" عقول الشعب المصري من حين لأخر بالوعود والآمال .

- الحـــروب اللبنانية – الإســــرائيلية استطاعت أن تثبت أن للبنان وجها لا يقل شبابا عن إليسا... و إثارة عن "هيفاء".... وعن جاذبية "نانسي عجرم"... إنه وجه المقاومة اللبنانية

- فـــي جميع اللقاءات التي تجمع رؤساء و زعماء و قادة العالم نجدهم أمام الكاميرات يبتسمون ويتبادلون العبارات الودية ... فلماذا مازالت الشعوب تبكى ؟

- صور على الإنترنت تستهدف السخرية من جميع المقدسات و الرموز الإسلامية ...تصريحات معادية تأتى من كل أرجاء الأرض ضد
الإسلام... استهداف واضــح لشــخص الرسول بصورة سافرة تحت اسم حرية التعبير الغربية.. فهل هـــذا يعنى إن اللجان والوفود
الإسلامية المـــشاركة فى مؤتمرات الحوار بين الأديان سيقتصر دورها على أن تجيب على سؤال يقول "أيها المسلمون ...... ما هي
الطريقة التي تفضلوا أن نهينكم بها...؟"

- فى الماضي قالت إسرائيل إن فلسطين كانت أرض بلا شعب... و قال الفلسطينيون إن فلسطين شعب و أرض ومع اتفاقيات السلام قالوا
فلسطين شعبا يملك جزءا من أرض ومع الانتفاضة قالوا فلسطين شعبا يهب لأرض والآن مع استمرار قتال الفصائل الفلسطينية...
أصبحت فلسطين لا أرضا ولا شعبا وتربح فى النهاية مقولة إسرائيل


- اقترح أن يتعاقد القــــائمين على برنامج " عجائب و غرائب " عـلى عرض فقرات للفنانة " فيفي عبده " فى مسلسلها "سوق الخضار"
حتى يرى العالم عجائب مصر التي تصــبح فيها بائعة الخضار بعدسات لاصقة ملونة ... و آنسة فى الخمسين !!

- بدأت إسرائيل تنشر فى وســــائل الإعلام المختلفة أن جهـاز المخابرات الإسرائيلي " الموساد" لديه معلومات استخباراتية بأن حزب الله
بدأ يستعد لجولة جديدة من الحرب و إنه قد بدأ فى حفر خنادق نحو الشمال .. فهل معنى ذلك إن إسرائيل قد توصلت لمبررهاالجديد لغزو
لبنان العام القادم..؟ سؤال أتركه لقادة العرب

- اـمغنى الإنجليزي " ألتون جون " المعروف بشذوذه الجنـسي و المتزوج من "مخرج كندى " يطالب بإلغاء الأديان لأنها تقــسو على
الشواذ جنسيا ولا تعطيهم حقـوقهم المشروعة... مجرد صوت سفيه فى زمن حرية تعبير البعير فهل توافق معي ؟

مريمى ... أنتِ


هزى بجذع سنينى
أسقطى عنى ( تخريف ) شتاء
أطاح بجبينى .
فمعكِ
لم أعد أنا ذاك " يوسف النجار "
أنشد بغباء - باب المحراب
المغلق
فى وجهى
بكل عمد مصر
أقاوم فيه حفنة ( تبتل ) .
و عذر مغلف باعتذار ... ينفينى .

حين
فاجأتنى " ابتسامتك " تخالط
"دمعتك "
بطريق خلاص
من ميراث حب مر
فزميلنى
بخطى كعبك المحمر
و
هذا الصدر البربرى
و الساق المركشى
و بطنك الغجرى
و ذلك الظهر العجمى .

و اصنعى منى
أياما أخر – ( بضم الخاء )
و حكايات أخر
و أمسيات أخر
تنفخ فى شراينى
ترنيمة ( مريمية )
تنقذنى من الذبح الأخير
على- صليب ( رومانى ) .
,,,, لتحينى

الجمعة، 12 فبراير 2010

مواجهة ... ( قصة قصيرة )


تشابك عمليات الجمع والطرح فى كل مرة أضيف فيها رقما أعرفه أمام اسم أعرفه في قائمة الراتب الشهري التى دأبوا السؤال عنها داخل نبرة مبالغة من التودد منذ عدة أيام ... أخذتنى عنها .
(محمد فاروق أساسي 500 ... 50 حافز ) ... لكزتني بعفويتها فى حركة " تمطع "... اتنازل بسرعة عن تعليق ساخر يغازل ذاكرتى بــمحاولات الأخير المســتميتة فى خداع نرجســية مديرة القسم و هو يتنقل بحرفية بين كل مدارس النفاق الوظيفي ... ألامس بشغف انبثاق أصابعها الحمراء تقاوم بعفوية تكرار طبقات الغطاء حين قبلتها نائمة فى زواية كرسى ( الأنترية ) اتقاسم مـــعها انعكاس بياض شاشة الكمبيوتر خلال سـهرتي الإجبارية .
- ممكن تخلى البنت جانبك ؟... باين عليها قربت تصحي تانى .
صوتها المشبع برغبة السقوط فى الفراش .. أجبرنى على إيماءة موافقة مطولة قبل أن تغادرنا معا و هى تدهس تحت ثقل خطواتها المهدودة طرف حلم قد بدأ .
أدور بطقطقة ظهر مسموعة أغلف شفتى بضحكة ثم اتبعها بحركة مداعبة متعجلة ... لم تتوقف هى عنــــدها كثيرا أثناء انشـــــغال رأسها الصغير بالدوران داخل علامة استفهام تستطلع بها فحوى المكان بعد عودتها من عالمها الخاص ... استغل مساحة فضولها الواسعة لأترك أناملى تعود إلى ( لوحة المفاتيح ) تضيف رقما ... تضيف اسما .. أنشد أن اقترب خطوة أخرى من ذيل القائمة حتى اتحرر من جلستي
التي استولت على ساعات يوم الإجازة الذي كنت أرغب فيه صناعة بعض " الاندماج " الخاص .
لكن إصرار المديرة على أن أتى بقـوائم وكشوف الميزانية في الميعاد الذي اختاره غدا .. أفقدنى حتى حق التخيل .
- هتعرف إزاى ؟ .... دى محسوبة على الستات غلط .

زفرة ساخنة منه تندفع بين توالى ابجدية الأسماء وتكدس بعض التعليقات الوظيفية التى اعتاد لصقها مع دوران عجلة الأرقام التي يديرها بنفس درجة الاختناق مع نهاية كل شهر لعلها تهون بعض الشيئ .
- عبد الله زميل المكتب الذي يتبرم مقدما من ضياع نصف راتبه في شراء( موسم العــروسة) ... عم خليل الساعى الذي بدأ العد التنازلى لأيامه الباقية بينهم لكنه مازال يصر أن يكون أول من يحصل على راتبه -

تـزوم .. تجرح سكون الغرفة تعترض على ثقل أغطية لا تعترف بعد بحرية إنسانيتها ... أساعدها بمودة على إيجاد فتحة تلامس فيها الواقع رغم علمي بكل جمل الاعتراض المبرمجة من والدتها
- أنت عايزها تاخد برد ؟
- متخافيش عليها.
تتمسك بنظرة مسلطة لعيني المحلقة بسواد السهر بينما تعتريني فرحة تكون لغة دافئة بيننا...أجزائها اللينة تدفعها بانجذاب غير مقصود نحوى ... أتجاوب معها ... أحتويها بالذراع لنلتصق رقمين متجاورين أمام الشاشة الساطعة .

- دى مش أرقام و بس ... دى قدر .

أدرك توافق نبرة صوتي مع نبرة مستنسخة من صوت والدي الذي أصر في جملة مماثلة قاطعة أن أكمل مسيرته بين الأرقام رغم تصريحى برغبة مغايرة .

- تجارة يعنى تجارة ... هتعمل إيه بالسياحة ؟

يتقافز بداخلى " اعتراض " ظننت إنه فقد بين المحاضرات المملة والدوسيهات المنتفخة بالأوراق على المكتب أو فى تلك الشاشة الباردة .
أنهض بها .. أقطع ( طول ) الصالة متدثرا برائحتها الفطرية أثناء محاولتي السرية فى إعادة ذلك الاعتراض لسجنه الخامل ..

يستهوينى ميلاد رؤوس التعجب فى نظرتها الواسعة مع كل مرة تنجذب بمدار رقبتها نحو الصور المعلقة كأنها تستسقى منها شـبها خاصا يربطها بهم ... أشاركها نفس الاهتمام .. أجمع لها أنفا ...عينا.. .. لونا .. شبها قد يلحق بدرجة تغير ملامحها المستمر مع مرور الساعة قبل أن يعود شبح المديرة المتبرم دائما يدفعنى نحو حشايا المقعد المضغوطة بتكوير أواجه في جولة جديدة خانات القائمة الفارغة .. لكنها لم تتقبل تلك العودة ... تزوم ... أتصنع اللامبالاة ... تلونها بالأحمر سحابة غاضبة .. أقاوم بإضافة اسم جديد ... رقم جديد .

تشرع فى الإعلان عن ثورتها في تصاعد مدبر أحاول أن أجاريه بخفة جني شقي ... و حيوية مهرج سيرك ... و متشرد فيلسوف بينما هى تمن على بنصف ضــحكة مبللة من حين لأخر قبل أن اتعرض لخيانة أبطال قصص طفولتى القليلة ... أتوقف يتعرى العجز منى أمام موجة بكاء تجتاح كل مساحة الصمت .
- منين جابت كل الإصرار ده ؟ ... - ... أصحي لها أمها ؟

أقصف رأس السؤال قبل أن يطلق الضوء الأخضر بالإجابة ... فأنا لا أريد أن أبدو مهزوما أمام بذور حياة كنت أمتلك مثلها يوما لكنها ضاعت منى تحت سـطوة الأمر المباشر الذي لازمني منه حتى بعد أن رحل هو ... أحملها من جديد ... أجعلها ترتكز بشهورها الأولى على صدري العامر برغبة حقيقية للتواصل المختلف .

- بكرة هاخده أجازة ... و إل يحصل يحصل .

نعود معا نكمل لعبة التطلع فى الصور الغارقة في الأبيض و الأسود و المتباهية أحيانا بالألوان .. اتوقف بها أمام صورته الرمادية .. أظنه يرمقنا من وراء نظارته العريضة ... أهوى لأسفل بنظرتى إليه خشية كالعادة لكن نظرتها العفوية تـــواجه تــــجمد ملامحه بقوة ... اتحرك بميل نن العين إلى داخل إطار الصورة أحاول أن اختلس نـــظرة عميقة مثلها ... أرفرف بالجفن ... أزيد زاوية النظر ... اثبت عليه للمرة الأولى ... ثم أشرع بروح جديدة اتحدى بقوة كل ملامحه القديمة .

اقتحمينى .... ( قصيدة شعرية )


اقتحمينى ....
ولو بجرة قلم
تسطر لأجلى على شواطئ مدينتك الزرقاء
أبجدية لم تعهدها كل اللغات
حتى أهيم بلا شراع
أزرع بين جفينكى قرص الشمس
وجنين شعاع
يذيب عنى قناع شمع
لكبرياء شرقى يحتوينى
حتى أصرخ .... علمينى
ما كان الأمس ؟
ما هو الغد ؟
ثم أخبرينى .... بحق الله
بأى واحة من عينيك تعانقت ذراتى
بعقد من الياسمين ؟

اقتحمينى ......
برذاذ المطر
واسكنى روح فتاة كاريبية
تطلق من عذرية الرمال
كوكبا خاصا
لا أجد فيه من يحميني
من فيض أمواجك
و لا اعلم لم سر الطبيعة
تعاندني فيك ؟
فــأضـــعـــــف
وأضــعــف
وأتخبط بين ابتسامتك ودمعتك
وقد أعشق التيه على أعتاب
حواجزك
حتى
ارتمى راضيا تحت أغطيه حنانك
بقية سنينى

اقتحمينى .....
بأثنى غير التى أعرفها
أنثى تكرة أن تحتويها قصيدة ملل
أو تجويف لحن مكرر
بل أريدك ثورة
بعيون عسلية
و قد تكون سوداء
بنية
لا يهم مادمت ملكت النظر لها بحرية
حتى أرسمكِ بحلمي على جدران نظري
وأعطيك شذى روحي
يعانق صورتك المخملية
وبدماء عروقي ومن أهدابي
فرشاة تلونك
بألوان قرنفلية
ثم أعطيكِ من خلجاتي نبضة
واقتبس منى نظرة
أخرى لاستكمل تخيلك
يا سيدة استغرقت كل أحلامى
وهى تحافظ على من الهواء
ومن الماء
ومن البشر
فهل تدعينى أعوض بك ما ضاع منى ؟؟
و أنتِ
تقتحمينى
تقتحمينى
تقتحمينى
------------------------------------------
أهديها ... لقلب كان دائما بجوارى
و لم أراه ... إلا اليوم
اعترف .

الأربعاء، 10 فبراير 2010

حتى الأمس - ( قصيدة شعرية )


حتى الأمس .
كنت احترق إلى العظم
و انزف خلجاتى بطعم
الملح
أمام كلمات منك
تنادى بالعشق غيرى
لكن
هذا كان ... بالأمس .

فقد أخمدت توا أتون حسى
و أذبت قلبى الزجاج
فى دوران كأس
و عدت لمرقدى
و قد أخرجتك بمسافة من خانة ( سرى )
فقرى عينا
و أطرحى فى دفترك
كل يوم شعرا
يناجى شبحا محنطا
قد يأتيك يوما
من مغارات ( الكلس )
أما شراينى أنا - و أوردتى أنا
و عروقى
و عبرات دموعى
و شعرى

فقد ابحرت جميعا فجرا
تنشد عنك ....
اتجاه العكس .

كلام دبش ( 1 )


- أعتقد إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه في ( غزة ) فإن الجمعيات الخيرية ستكتب في نشراتها : تبرع ... بقبر و كفن تستر فلسطينيا !!

- عندما يدافع الفلسطينيون ضد الإرهاب الصهيوني تنعق حناجر إسرائيل و من يدعمها بأنهم " إرهابيون ".. لذلك لا يسعني سوى أن أشكر ( الإرهابيين ) الذين حرروا سيناء و من قبلهم الذين حررونا من الاستعمار البريطاني والفرنسى ... لأعيش حرا.. !!

- هل تستطيع يا صديقي أن توضح لي الفرق بين كلمتي ..... ندين .....و ندين بشدة.. أليس الكل فى النهاية - كلام بارد ؟؟

- أقترح أن تتعاون وزارة التعليم مع وزارة الداخلية في أن تعد الكمائن للمدرسين و تلقى القبض عليهم " للتحرى " مثل المشبوهين ..... و ينفذ عليهم قانون العقوبات مثل " تجار المخدرات " ... و أن يعدموا مثل " ريا و سكينة "... و أن يمثل بهم " كمحاكم التفتيش ". لعل ذلك يحد من ( جريمة ) الدروس الخصوصية . فى زمن أصبح المدرس فيه ... ( تحت الاشتباه ) !!

- لماذا لا يطالب وزير التعليم منتجى الأفلام الحالية المعروضة بالضرائب المقررة بعد أن ثبت إنها تعطى لمشاهديها ... دروسا
( ثقافية ) .. ساخنة جدااااااااااااااا

- تذكرني السياسة الأميركية وهي تتعامل مع دول المنطقة و حقها فى امتلاك أسلحتها الخاصة ..... بالأب الذي يستولى على السجائر من
ابنه بعد أن ضبطها معه ... ليدخنها هو ..!!

- أظن أن الشعار المدرسي في العام القادم سيكون مدرستي " جميلة ومتطورة ومنتجة ونظيفة من أسلحة الدمار الشامل ..!!

- أصبح حزام الأمان الآن خلف ظهور السائقين ...... فهل انتهت موضته ؟ أم اتضح أنه مفيد لعلاج آلام الظهر ؟!

- أخيرا عرفت لماذا يهتز اليهود عند حائط المبكى المزعوم ..... لأن ركبهم ( ساحت) من الرعب الفلسطيني .

- أقترح على العاملين ضمن منظومة " المجلس القومي للمرأة " أن يتركوا أرقام ( الورق ) و يتجولوا في القرى والنجوع المنسية ...
سيجدون أن مسمى ( امرأة ) هناك ... قد ( غرق ) ..!!

- على الرغم من التقنية الهائلة في الألعاب الإلكترونية الأمريكية ... إلا أنها مازالت تلعب معنا لعبة " عليك واحد ... واتنين... و تلاتة .
... وطول ما الضرب شغال.

- مجرد سؤال ساذج ... متى ستضم " أمريكا" زيناهم و كيداهم و كعب الخير و مرعى بتاع الكلمه إلى قائمتها الإرهابية ؟؟ ... ومعلش
إحنا ... بنتألم .

- الجيش الإسرائيلي يسير دائما على المثل العربي القائل " جنت على نفسها براقش " فهم يهدمون منازل الفلسطينيين لتتحول إلى حجارة
( طائرة ) تنهال على رؤوسهم بعد ذلك .. !!

الأحد، 7 فبراير 2010

رسالة خاصة ... لروح نيرون


بحق
ما يسطرون
من عبارات بعد
انسحبى
من أناملى
من ذاكرتى
اسقطى نفسك من رؤيا العيون
و عودى لعالم الجن
قبل أن اجن
بحب ... ألبس واقعى
رداء ( مجنون )
بحق ما يعلنون
من أن كل من اقترب من نارك
عاد .. محزون
بحق ما يشيعون
أن دارك .. دار شبح ملون
مسكون ...
بحق ما يتطهرون
من ذنب حب ... يستبيح
كل أجزائى
كنشوة مؤقتة
عن قصة ماضية
رافقتى أنت فيها ظلا ملعون
اتركينى ..
أعود لنفسى
و بنفسى
أختار طريق
بكل تأكيد ..
قبلته ... تحيد عنك ..
يا روح ( نيرون )

السبت، 6 فبراير 2010

كيس رمل من أريحا .... ( قصة قصيرة )



بمسحة دائرية تساير تكوير بطنها الذي يواصل ارتفاعه منذ أن أخبرتها طبيبة المخيم إنه فعلا قد تشكل بداخلها تحاول أن تثقل رغبتى ... اتخطى مدلول حركتها ... أكمل إخفاء ملامح وجهي حتى لا يتبقى لها سوى عينين تنظران إليها في إصرار نهائي من وراء كوفيتي المنقطة .
- يعنى بدك تروح ... ؟
يدى المنسحبة ترفع الكيس المسجى بجواري تمنحها تأكيد الإجابة ... اتجه نحو الباب لأشغل حيز الصمت بصوت قلقلة المفتاح لكن قبل أن يتبعني ظل الباب المسحوب خلفي استوقفتني مع سؤال متوقع
- إيش تبى أجوله ؟
ابحث بين الجمل المركزة عن إجابة اتركها له عندما يدرك يوما اختلاف عالمه الذي جاءنا به إليه رغما عنه.
- جولي له .... راح يجمع إلك وطن .
أشد على خطواتي .. أزيد المسافة بيننا قبل أن يراودها سؤال أخر , فلن أتراجع اليوم عن رغبة ذهابى إلى هنـاك رغم حواجزهم الأسمنتية الني تستبيح مدينتنا " الساحلية ".... واعتياد طابور الانتظار ... و رغبة الإقصاء التى تميز لغتهم .
استهدف بخطوات نشطة تعريج طريق يمتزج بترابية مع أشلاء حياة أرادها القصف الأخير علينا ... بقايا ملابس مزركشة ... فرداي أحذية غادرت بعجالة أقدام أصحابها لتتلوى هنا على نفسها .

- أأنفذ رغبتها و أعود إليها ؟
- لكن من الذي سيحقق له الحلم ؟
- أولاد الظل يعيشون قصار القامة ... و أنا أريد أراه ينمو .

صرير جنزير " ميركافا " على الجانب الأخر يقترب يطحن الأرض .. اندمج بجسدى الحذر فى ثنايا حجر قبلتنى زاويته المنتصبة لأصبح خارج دائرة بحث مدفعها المتعطش لدم جديد .
- لن أصبح صيدا لها .
- لابد و أن أعود له بمفردات وطن .

لقد ملئت له هذا الكيس أكثر من مرة في رفح ..... و جبل النار .... الناصرة... حتى عند صخرة القدس .... واليوم أنوى أن أفعلها في - أريحا - رغما عن السلك الشائك الذي بدأ يلتحم بغيمة رمادية تزحف نحو المدينة ... انبطح .. اتجمع ... انفرد بين الفراغات أنشد عبور التل الأخر حيث كان يجب أن نكون معا ... صورتى تخادع أدوات المراقبة الإصطناعية قبل أن نثير اهتزازهم الداخلى ثم تدفعهم إلى ملاحقتى ... أقبض على كيسي حتى لا يغادر يدي ... لهاث كلابهم المسرعة خلفى بطاعة عمياء أسبقه بخطى أشد

- سأملأ له الكيس مهما كلفني الأمر .

حفنات الرمل تتجمع داخل الكيس بسرعة تتحدى صدى خطواتهم المنغرسة بغصب فـى حكايات جدى وأبى ... يطلبـون منى أن أعيدها من جديد ... لا استجيب لهم ... يصعدون لهجتهم الراغبة فى إهدار دمى ... أواصل ما أتيت إليه .
- الذي ماله وطن ... ماله في الثرى ضريح .
كبيرهم يشعل فيهم الضوء الأخضر ... ينطلق الأحمر الساخن منى يكمل إمتلاء الكيس... أنفاسى المتحشرجة تتابع الخروج بضعف ... يضحكون حولى .... لكن فجأة يتمدد الكيس بمساحة وطن ويبتلعهم بداخله .

الجمعة، 5 فبراير 2010

ترام إسكندرية مملوك لتاجر إنجليزي من 1860




منقول عن مدونة : مرفوع من الخدمة
تحقيق جميل جدا

ضجيجه المتصل، ولونه الأزرق المميز، يعدان من معالم مدينة الإسكندرية (220 كلم شمال غربي القاهرة)، مقاعده الحمراء الوثيرة تمنحك شعورا بالاسترخاء، على الرغم من اهتزاز عرباته، ورغبة في ملاحقة روح المدينة، التي تمر من جانبك في متعة غريبة، لن تجدها سوى في ترام الإسكندرية، التي يبلغ عمرها الآن 149 عاما.وعبر تاريخه الطويل، ظل الترام يمثل نزهة ترفيهية لسكان المدينة وللسياح، فالرحلة عبر الترام ذي
--------------------------------------------------------------------------------
لعربات الصفراء، والمكون من عربتين تأخذك في قلب المناطق الشعبية بالإسكندرية، ومن أشهر محطاته، محطة قصر رأس التين، وهي مجاورة للقصر الملكي الفخم، ومحطة الرمل، والقائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة والنزهة وناريمان والورديان.أما الترام ذو العربات الزرقاء فيمنحك جولة في الأحياء الراقية بعروس البحر المتوسط، مثل رشدي وباكوس وصفر وشوتز وزيزنيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء استمدت أسماءها من أسماء الأجانب من البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها.وتوجد بالترام الأزرق عربة مخصصة للسيدات فقط، وعربة للرجال، وعربة مختلطة، إلا أنه في معظم الأحيان تجد أن السيدات تقتحم العربات المخصصة للرجال للزحام الشديد في عربات السيدات. ويتلاقى الترام الأزرق مع الأصفر في محطة الرمل، أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذي انطلقت منه أول رحلات الترام.ويبدأ ضجيج الترام في تمام الساعة الرابعة فجرا، ليستقله العمال في الذهاب إلى الورش والمصانع، ويستمر في العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وسعر التذكرة يبلغ 25 قرشا، وبعد الساعة الحادية عشر ليلا تبلغ قيمتها 50 قرشا (الجنيه يساوي 100 قرش)، وهناك ترام من عربة واحدة ذات درجة سياحية، وتكلفة تذكرتها جنيه واحد (الدولار يساوي 5.5 جنيه)، وهي بلا أبواب، ونوافذها عريضة، بحيث يتمكن الراكب من مشاهدة بانوراما للمدينة، ويستشعر نبضاتها.وحتى قيام ثورة يوليو (تموز) عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء.«ترام الإسكندرية يجسد أحلى ذكرياتي» بهذه الكلمات بدأ باتريك باراسكيباس (55 عاما)، وهو يوناني يقيم في الإسكندرية منذ نعومة أظفاره، الحديث عن علاقته بالترام، مضيفا «التقيت في الترام زوجتي العزيزة، وكنت أنتظرها يوميا في الترام لأراها ونتحدث حتى تأتي محطتها، وكنا نذهب فيه سويا للجامعة».ويقول باراسكيباس: «كان الترام بالنسبة للشباب متعة، وكان مكانا للقاء الفتيات والشباب والتعارف فيما بينهم».أما منال سعد (44 عاما)، فتقول: «أستريح للترام كوسيلة مواصلات حكومية آمنة، بدلا من ركوب المشروع (وهو لفظ سكندري يطلق على الحافلات الصغيرة «الميكروباص») خاصة وأنه يتيح الخصوصية للسيدات»، مشيرة إلى أنها «تستقله يوميا للذهاب إلى عملها، فيما يستقله أبناؤها للذهاب إلى مدارسهم».وتعدد منال مزايا الترام قائلة: «وسيلة مواصلات رخيصة، ويقينا انتظار وسائل المواصلات في ساعات الذروة، وقريب من منزلي، ويوفر لي ولأبنائي الأمان لأنه وسيلة عامة وأعطاله قليلة».بينما تقول منى محمود (22 عاما)، التي تستقل الترام يوميا من منزلها إلى مقر جامعة الإسكندرية بحي الشاطبي، «كنت أستمتع بركوب الترام أيام الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، أما الآن فقد أصبحت أعاني من الزحام المستمر، خاصة في العربة المخصصة للسيدات».ويعتبر الترام للعديد من سكان الإسكندرية شريانا حيويا في قلب المدينة، فقد ارتبط الخط الحديدي الداخلي بالإسكندرية بتعمير منطقة الرمل مع نهاية عهد الوالي محمد سعيد باشا، في عام 1860، وفي 16 أغسطس (آب) من العام ذاته بدأت قصة الترام، حين منحت الحكومة المصرية التاجر الإنجليزي السير ادوارد سان جون فيرمان، امتيازا لإنشاء خط سكك حديدية يصل ما بين الإسكندرية والرمل، مع الاحتفاظ بحق سحب الامتياز منه في أي وقت.وبعد مرور عامين، تأسست شركة مساهمة برأس مال قدره 12 ألف جنيه، مقسمة على 1200 سهم باسم Strada Ferrata Tra Allessandria Ramlea حيث تنازل السيد فيرمان، للشركة الجديدة عن حق الامتياز في مقابل حصوله على 30 في المائة من الأرباح خلال السنوات الثلاث الأولى، وفي سبتمبر (أيلول) من عام 1862م وضعت أول قضبان حديدية في منطقة مسلة كليوباترا (محطة الرمل حاليا)، ليشرع في مد الخط الحديدي، ليفتتح في 8 يناير (كانون الثاني) عام 1863، حيث تم نقل الجماهير في ذلك اليوم بواسطة قطار واحد من محطة الإسكندرية إلى محطة بولكلي، عن طريق مسجد سيدي جابر، وكان القطار يتكون من عربة واحدة درجة أولى، وعربتين درجة ثانية، وعربة واحدة درجة ثالثة، حيث كان يجره أربعة خيول. ومع تولي الخديوي إسماعيل زادت عنايته بتعمير الإسكندرية، فاعتني بحي الرمل، وأقام القصور بضاحية الرمل للإقامة بها صيفا، واهتم برعاية الخط الحديدي، وطورها لتستخدم القاطرة البخارية في 22 أغسطس عام 1863.أعقب ذلك إنشاء شركة «سكك حديد الإسكندرية والرمل» برأس مال قدره 110 آلاف جنيه إنجليزي، واستكملت مد الخط الحديدي من محطة سبورتنج إلى محطة مصطفى باشا، وأوقفت الشركة تشغيل الخط الآخر ـ خط جامع سيدي جابر، حتى تمت إعادته للعمل مرة أخرى عام 1926.وفي عام 1897م بدأت الشركة في ازدواج الخط ما بين محطة الرمل، ومحطة بولكلي، ليصبح هذا الخط هو الأساس، الذي تطور بعد ذلك ليصبح خط ترام الرمل الحالي. وفي شهر يونيو (حزيران) 1898، شهد خط الترام تطورا كبيرا، حين قررت الشركة استبدال القاطرات التي تعمل بطاقة البخار بأخرى تعمل بالكهرباء، إلا أن ذلك لم يتم سوى في الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) عام 1904، واستعملت العربات الكهربائية في نقل الركاب من ميدان محطة الرمل إلى محطة سراي رأس التين فقط، لأن المنطقة التي تمتد من محطة ترام السراي وحتى محطة المحمدية، أو فيكتوريا أو النصر حاليا خاصة بالخديوي عباس حلمي الثاني، وأصبحت متاحة للجماهير عام 1909م.أما ترام المدينة (الترام الأصفر) فقد أنشئت شركة بلجيكية لتشغيله عام 1897، باسم شركة «ترامواي الإسكندرية»، حيث قامت مع ظهور الترام الكهربائي فكانت السباقة إلى استخدامه، وقد بدأت هذه الشركة أعمالها حين ظهرت ضرورة ربط أجزاء المدينة القديمة بشبكة من الخطوط، لترتبط بعد ذلك بشبكة ضاحية الرمل لربط المدينة ببعضها.وبدأت الشركة برئاسة المسيو دوجاه، في مد الأسلاك الكهربائية في الفترة من سبتمبر (أيلول) 1896 وحتى أغسطس (آب) 1897، وأقيم الاحتفال بتسيير العربات الأولى في 11 سبتمبر (أيلول) 1897 بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني. وكانت المحطة الرئيسية في مينا البصل أمام مبنى بورصة القطن، حيث يتفرع منه ثلاثة خطوط، يصل أحدها إلى ميدان المنشية الصغرى «ميدان سانت كاترين حاليا»، يصل الثاني إلى منطقة المكس، والثالث يبدأ من شارع الميدان بميدان المنشية، ومنه يصل خط رابع إلى منطقة الجمرك (منطقتي الأنفوشي ورأس التين حاليا).وحول حفل افتتاح الترامواي، يقول أحمد شفيق باشا في مذكراته، حول عهد الخديوي عباس حلمي الثاني: «في 11 سبتمبر (أيلول) 1897 احتفل بافتتاح أول خط للترام بالإسكندرية، فاجتمع جمهور عظيم من الناس في شارع المنشية الصغرى مبدأ الخط الكهربائي، وأوقفت خمس عربات كهربائية لحمل المدعوين، وأعدت عربة مزينة بالأزهار لركوب الخديوي، وفي الساعة الخامسة حضر سموه فنزل وحي مستقبليه، وكان قد سبق سموه الغازي أحمد باشا مختار وكبار رجال المعية وحضرات النظار، بعد ذلك ركب الخديوي العربة المعدة له وسارت، وتلتها بقية العربات تقل المدعوين، إلى أن وصلنا إلى المكس، وبعد ذلك عدنا بها إلى المخزن العام بكرموز، حيث افتتح الخديوي المأدبة التي أقيمت هناك، وبعد ذلك عاد مع حاشيته إلى المنتزة».وبدأت خطوط الترام تمتد إلى دوائر أخرى عديدة ربطت ما بين الضواحي وقلب المدينة، مما أثر على اتجاهات العمران بالمدينة، وأصبح الأساس لشبكة الطرق بالمدينة، التي ما زالت تعتمد على غالبيتها للآن، فالإسكندرية لم تشهد أي تغيير كبير في شبكة الربط الداخلي خلال المائة عام الماضية، بخلاف القاهرة عاصمة البلاد.وفي 11 يونيو (حزيران) عام 1912م وموافقة الجمعية العمومية على قرار مجلس الإدارة الصادر في أول يناير من العام ذاته، الذي يقضي بتنازل شركة «ترامواي الإسكندرية» إلى شركة «سكك حديد الإسكندرية والرمل» عن إدارة خطوطها فقط، لتصبح تلك الشركة هي المسؤولة عن نقل الركاب بالترام، حتى تم تأميم هذا المرفق في أعقاب قيام ثورة يوليو (تموز) 1952

الخميس، 4 فبراير 2010

رحيل جديد ... ( قصة قصيرة )




أمسكت بملابسه رغما عنه .. لم يشعر بها وهو يتحرك في طريقــه رغم إصرارها على التمسك به .. يدير مقبض النافذة لتنهال أشرعة ضـوء النهار المـتزاحمة بقسوة على طلاء الحجرة المتآكل ... لكنها مع دورانه الأول تتركه لتهوى إلى الأرض بثقلها .. ينجذب لها بجزع ليراها تتناثر على الأرض هنا و هناك ... يمسك بلاتبيب أنفاسه في اللحظة الأخيرة يمنع فرارها من جسده الضئيل بينما يذوب إليها حتى ركبتيه المرتعشتين ... ينحني عليها مع بكاء مكتوم يشرع أن يجمعها بسرعة قبل أن يأتي هو و معـــه فرضية الــــعقاب اللازم ... مساحة الصمت المتاحة بينهما تضخم صوت شبشبه البلاستيكي الخشن يزحف تحت جسمه الثقيل في فضاء الصالة فتتملكه بالداخل رجفة متواصلة ... يده تتمدد في كل مكان تحاول أن يجمع أشلائها دون أن يهتم بما ينفذ منها تحت جلد كفين حديثــتين بالحـــياة تهدر دمه البكر ... يــــؤمن عليه في التفافة سريعة ليـراه يقــف عند حدود نظرته الزائغة يمسح وجهه من ماء الوضوء الممزوج بتمتمات يرددها مع كل مره .
- الحمد لله .. إنه لا يرانى .
يقلبها عـلى وجهها .. يجتاحه شحوب اللون الأزرق حين يرى ملامحها قد تباعدت .... تضربه رعدة قوية كلما تذكر العقاب .
- قد يضرب .. و قد يطرد .. و قد .. و قد ...
إن الــمساس بها يعتبر فى شرعه جناية ..... فهي فى معبده الخريفى حق منفرد كما يؤكد عنها فى جلساته .
- ماذا سأقول له ؟
حبات العرق تنبثق من مسام جبهته عند غياب إجابة السـؤال ...يسرع أكثر في لملمة أشلائها .... يعود إليه بنظرة مقسومة يلمح فيها انكسار ظله الممتلئ وراء زجاج باب الحجرة... يركع .... يسجد .
- كيف أرجعها كما كانت ... ؟
ينحني بكل جذعه إلى جزء قد فر منها إلى أسفل السرير لكن مع عودته للضوء يتزامن مع تسليمة منه لليمين ثم يتركه بلا حيلة يكتشف الحقيقة الكاملة عند يساره .... يتقدم بثقله يهرس شبشبه البلاستيكي في طريقه إليه تسبقه موجات غضب تدفع بقوة إلى ذهنه كل سيناريوهات العقاب .
الصفع ....
الضرب ....
الطرد ......
يتراجع أمامه إلى زاوية الغرفة تحيـطه أثار جريمته .. يتمنى لو أن تقبله طبقات الجير خلفه لونا مختفيا فى الأسفل
- صدقيني لم أقصد ..... لقد هوت ...
كفه العريض ينسحب من عمق الفراغ يختزل استرسال دفاعه ... يعصر جفنيه بشدة ينتظر منه صفعة بلا قانون يحكمها
- لماذ لا أشعر بأى ألم ... ؟
يرفرف بأهدابه في تدرج بطئ يعيد الصورة للاتساع ... يراه قد توارى من أمامه ليتشكل بجانبه في وضع القرفصاء يتحسس بأصابعه الكبيرة الخشنة الفراغات التي أضحت تفصل بين ملامح وجهها على الرغــم من إنها مازالت تبتسم له و هو يحتوى خصرها بذراعه مشدود القوام بينما تنظر هى له مستعذبة قوامته ... لقد كانت هي الأطول لذا أجلسها المصور على كرسي و جعله واقفا .
- آه ...خمسة و عشرون عاما وقفت بجانبها .
لكنها اختارت الشتاء الأخير لتتوارى خلف بوابة عالم لا يمكن العبور له بالاختيار ... حتى دون أن تمنحه وقتا أكثر يكمل فيه كتابة ( روايته ) الأخيرة عنها .
- هل هي وحيدة هناك .. كما جعلته هنا ؟
شيخ المــسجد يخبره دائما بعد كل صلاة بأن الله سوف يجمعهما معا من جديد عندما يصبح الأمر .. كن فيكون
- إذن .. لماذا لا يصدقه .... ؟
فهو يقسم بوجود بأنفاسها مـــعه .. تبدل حركة جسدها الممتلئ على السرير مازالت تؤرق نومه ... رغم إنهم يقولون إنها فعلا رحلت ... بل أن ابنه أيضا أعتاد أن يردد نفس ما يقوله أهل المنطقة
- لا إنها مجرد " شائعات " ... ( هناء ) هنا بداخلى تكتب معى على " الموكيت " قصة قصيرة .. على السجادة " قصيدة " .
- أنا آسف يا أبى لقد أوقعت الصورة .
ينتبه لابنه المنكمش على نفسه فيمر عليه بلمسه حانية تفصل ركبتيه المضغوطتين عن قفصه الصدري , ثم يلحقه بطرف جلبابه يمسح دمائه المتجلطة بين خطوط يديه ...( هناء ) كانت تقبل كفيه ... تحيط يهما سوار رقبتها .... نهدها ... خصرها إلا أن تـتعاطى معه نشوة الحياة تذهب بملل ساعات ( الوردية ) ... يشتهيها الان بكل حقه مرة أخرى .

- ماذا ستفعل بالصورة يا أبى .... ؟
يعود بنفسه .. يتمتم باستغفار مكبوت .. يحكم إطار الصورة فى ورقة جرائد قريبة .
- خذها لعم ( فرج ) ليضع لها زجاجا جديدا .
يغرسها بقوة تحت أبطه ... ينهض بخطوات نشطة نحو الباب .... بينما يتركه على جلسته المنزوية المضغوطة بحزن ... يتابع رحيلها من جديد .

الأربعاء، 3 فبراير 2010

عيد ميلاده .... ( قصة قصيرة )




( 1 )
- عيد ميلاد بابا النهارده
استقبلتني بجملتها التي تقفز عليها فرحا و هي تشب ياستطاله تكاد تلحق قبضة الباب الذي يتأرجح بها في كسل غير مبال بسنين عمرها المعدودة قبل أن تتدحرج بطفولتها الكاملة تعلن الخبر وصولى بدرجة من الأهمية إليه .
- بابا ... آبيه محمد جه .
- تعال ... أنا هنا .
انجذب نحو مصدر صوته ... رائحة الفرن الطازجة المندفعه فى طريقى تؤكد معلومتها ... أجهز حالتى لتهنئة مرحة ... أتداخل مع بداية الحجرة ... عند اللقطة الأولى اصطدم بأجزاءه المتراخية على الكرسي .... شعره المضطرب ... زجاج نظارته يفصح دون قصد عن سقطة عين مجهدة تباغته ... تخاذل فتحة جلبابه تكشف عن انكماش الجلد أجبرتنى على إيداع جملتى خانة السكون بينما أساير إشارته لى بالجلوس .. اختار كرسيا ينأى بنفسه خارج تكاثف ضبابه دخانية تلتقط طرف حياتها من الأنفاس الأخيرة لبقايا كومة أعقاب مضغوطة صريعة فـي المنـفضة التي خبــت صفتها الكريستالية في تلافيف تل رماد كئيب .
- ليه كل السجاير دى ؟
- بحتفل
لهجته الساخرة تنقلب إلى تضاد واضح مع نبرة زوجتة المتحمسة و هى تستشير جارتها حول مقادير إحدى الوصفات من نافذة المطبخ
- طب ياريت يا ختى تكتبيها ليا في ورقة .. هبعت ليكى البت تاخدها
- الولية طق في دماغها تعمل ليا .." عيد ميلاد " .
- و ماله ... أهو برضه تغيير .
يفرج عن إيماءة موافقة مضطرة مثل التي منحها لـزوجته بعد إلحاح طويل منها وهى تدعم فكرتها بكراسة الوصفات التي جمـعتها من جلستها المستمرة أمام القنوات الفضائية ... أراد أن يتعذر بمصروف الشهر لكنها أيضا حاصرته بحسابات الورقة والقلم
- مش بالذمة كنا دفعنا بالفلوس دى - تمن درس الواد ؟
- ما الواحد برضه لازم من فترة للتانية يفرح نفسه .
- ليه ؟
استغرب رأس السؤال ... لكنى أشرع فى ترتيب أسبابي
- علشان ....
اقتراب زوجته بجسمها الذى يزداد تكعيبا و تدويرا ... يسحب عنى عناء الإجابة ... تطلق ابتسامة عفوية تماثل أخرى تتماسك داخل صورة الزفاف المعلقة خلفه بشعره الفضي ... حتى تنادر الأقارب بإنه زفاف جاء بعد مغادرة القطار .
- آه و النبي قله . ؟ ... يمكن يفكها شوية .
ينظر لها في ضيق ساخر ... يخرجه سريعا مع زفرة مضمومة
- و الله حاسس إنك عمله ده علشان تعكننى عليا ؟
- أنا ... ؟ شاهد يا محمد .
أخاطبه بنظره تدعوه لإصلاح الموقف قبل أن تبتعد و هي تبرطم بأســـماء الأصناف التي جهزتها و اسمه الذي كتبته " بالكريم شانتيه " على التور تة .
- مالك ؟
- عيد الميلاد ده ليه ناسه
- و أنت لأه ليه ؟

اختار معى أن يستعيد أسباب تقلبه اليومى القلق على الفراش بعدما تطوقه سلسلة الفرص الضائعة في حياته ... لم تشفع له خدمة سنين الجيش فقط أصبح بقرار حامل رتبة بسيطة بنصــف معاش بعد أن أخرجوه من الخدمة بحجة " دواعي أمنية " و لم يعرف تحديدا السبب رغم إنه اكتشف لهم أسلحة مستوردة غير صالحة للاستعمال وقت الحرب و انتظرأن يأتى التقدير .
- شايف الشعر الأبيض ده ... ده مات منى على الجبهة و برضه منفعش معاهم .
أهون عليه بكلمات لا تقنعنى أيضا ... يستمر من زاوية مختلفة فى تكرار أحداث بعض مغامرات الظل خاضها حينما خرج ليضيع فى الحياة , لكنه عاد متأخرا ليقيم معها بيتا بنصف حياة .
- بابا هى الحرب الحقيقية بتكون كده ؟
حماس ابنه الصغير و هو يدير حربه الخاصة على حاسوبه يأخذه بقوة نحو حكايات متوازية مع رائحة البارود , .. تذكره لسؤال مفاجئ جعله يترك روايته عن ساق " قائده " المحارب ... معلقة بلا نهاية .
- بيقولوا هيخفضوا المعاشات
- لا ... أكيد إشاعة .. ما ينفعش .
- ياريت ... المعاش أصلا على حاله مش مكفى ... أنا اشتغلت كمان شغلانة تانية علشان تسند بس الحياة أوسع ... و لسه عندى لحم
أحمر .
- بكرة تفرج
- بكرة ده هيكون عندي عيل لازم أقف جنبه ... و بنتين فى إيد خراط البنات ... نفسي لو الزمن يقف علشان أقدر أعمل لهم حاجة ... بس خلاص .
أتوافق معه على أرضية الواقع .. ثم نغرق معا فى لغز يبحث عن شكل الغد .
صوت زوجته يردد للمرة الأخيرة الأصناف التي أعدتها مع جارتها ... تعود إلينا بدحرجتها الطفولية
- يالا يا بابا ... يالا يا أبيه التورته بقت جاهزة .

( 2 )

مكرها أرتضى أن يتوسط الدائرة التي تشكلت حول - التورتة - والتي يدفع منظرها النهائي إلى تعليقات مضحكة قد تثير تبرم زوجته .. يقاوم اتساع مساحة ابتسامة عفوية حتى لا يجرح ساعات تعبها .
- حد يطفى النور .
ظلالهم الممطوطة تفترش فراغات جير الحائط المتساقط ... ترديد أغنيهم بإيقاع متفاوت لايمنع شرود نظرتة فى ضوء الشمعة المهتز .
- يالا يا بابا ... طفى الشمعة .
- طيب ... استنوا شوية
- و النبى يا بابا .. يالا
يتردد ... يفكر في اختلاق عذر ... يتكاثر عليه إلحاحهم المتعجل لقطع التورتة .
- ولاد ( .......... ) دول مستعجلين ليه ... دى سنة راحت .
- بابا ... يالا علشان خاطرى .
ألوانهم الحديثة المتأهبة لاقتناص نصيبهم ... تجبره أن ينفخ بتيار هواء حاد ضوء الشمعة .. و ينفخ
و ينفخ
و ينفخ .

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

صفر شمال .... ( قصة قصيرة )


لم يشارك زبائن المقهى المطل على كورنيش ( المنشية ) سوى بلقطة مجزأة بين شعره الخشن الملطخ بمشيب مبكر و بنطال تؤيد ألوانه الباهتة فكرة الاعتزال ... بينما يقبع بذاته وراء جريدة تبتلع مع انتصاب صفحاتها المتشنج ... نظارته الطبية العـريضة .. وجاكيتا متحفزا يواكب استنفار كتفيه بارتفاع مبالغ فيه , ثم ينتهى بحزمة تجاعيد عابسة تتبادل العمق والبروز على جبهته تكمل باقى صورته المنعزلة عن كل زبائن المقهى ... صفحات الجريدة تتلاطم بين يديه في عشوائية .
( مقال لكاتب مشهور ... تحليل اقتصادي ... حـوادث و قضايا ... أخبار العالم ...) و عند صفحة الأبراج يتوقف ...
- برج الثور (حاول اليوم أن تحدث تغييرا ... مع الأخرين ) .
يختلس بغشاوة دوائر زجاج نظارته المضغوط نظرة متسحبة على مجموعة زملاء العمل التى تتخذ من زاوية بالمقهى ميناء متسعا لضحكاتهم المفتوحة وتعليقاتهم الساخرة أثناء لعبة ( الطاولة) التي تجمعهم يوميا بعد نهاية عمل المصلحة قبل أن يعودوا لأدوارهم الطبيعية في الحياة ... لا أحد منهم يبادله التفافة .. نظرة عابرة حتى لو من باب الفضول رغم أنه يزاملهم نفس المكتب منذ سنوات عديدة .

تأخذه صورة لنجمة سينمائية تحتل بانحناءتها المثيرة زاوية الصفحة يرافقها بالطول خبر بداية عرض فيلمها الجديد الذي يتعرض بقوة لخبايا غرفة النوم ... يلتحم معها بشهوة .
- هي دى الستات الصح .
يدفع بتبرم بعيدا عودة صوت اخته المتكرر أثناء محاولاتها المستميتة لإيجاد أنثى له قد تستطيع أن تقوم بخدمته بدلا من مواجهة زوجها الذى شرع بيتململ من عبئه الإجبارى على حياتهما .. مع كل مرة يستدعى لنفسه سببا يغافل به حقيقة عجزه الكامل في أن يقــنع شبــح أنثى بأنه يحمل قوامة " آدم"... حتى يجعلها تسلم له عمرا خاصا .

يقترب نحوه ( القهوجى ) يهلل بجملة مسجوعة تعلن عن طلب لزبون أخر ... لكنه يلصق أمامه كوب الشاي المعتاد في صمت بارد ... و يرحل
- كل مرة يجى ليا بسحنة الميتين دى .
يقرر أن يعترض على طريقة المعاملة هذه .. يشحذ صوته ... يختار كلمة صادمة .. لكن عدم تذكره متى أخر مرة ترك له بقشيشا رغم حضوره اليومى يسقط شرعية الفكرة ... يباعد بين ضفتي الجريدة في حركة عصبية تكاد تتداخل فيها أخبار الحياة مع حتمية الموت و خشونة الواقع مع اتساع الحلم و تصغير الحقيقة أمام اعتماد المحاباة .
_ أتفضل معانا لقمة يا بو حميد
يتجاهل الدعوة ... فهم سيتناوبون فقط السخرية منه عندما يخترع الحجج و المبررات للهروب من نصيبه في الحساب مثل كل مرة , حتى أنهم اعتادوا أن يعلنوا الدعوة و ينتظرون منه رفضها الإلزامي
... يرتشف بصوت مطول رشفة ساخنة من كوب الشاي تساعده أن يعلو بها على ضجيج همهمتهم الساخرة التي تقصده

- ( عبده ) شغل لنا التلفزيون ... يمكن نشوف حاجة حلوة .
- حاضر .... معاك كمان واحد سحلب وصاية .
- الحساب هنا للباشا .

يسكن بأمل داخل تقسيمات صفحة الوظائف الخالية لعله يجد لنفسه فرصة تبعده عنهم ( مطلوب سكرتيرة .... عامل نقاش ... شباب حديثي التخرج ... مندوبي مبيعات ..) ... يجد نفسه خارج القائمة في كل فرصة .
- مش مشكلة ... سهرة من بتوع الواد حودة... أحسن منهم .
يداعب أزرار هاتفه المحمول و هو يمنى نفسه بمفردات عالم ( جاره الطالب المغترب جدا )..زجاجات البيرة... شرائط الأفلام الرخيصة ... حتى إنه يتخيل وجود أنثى أرخص عنده ... لا يمنحه الهاتف إجابة
- فاضل لك كتير في الشقة ؟؟
- الصناعية شوية مغلبنى
- بس يالا هانت ... / كانت فين / ... / ربنا معاك في الباقي / .

يسقط بأذنه فى حديث مجوعة الشباب الأخضر التي التفت حول المنضدة المجاورة له ... يتبادلون كلمات تواجه الحياة بعمق
... يغادرهم بسرعة ... يبحث بداخله عن أسباب تجاهل رناته المتواصلة ... جاره مؤخرا أطلق عليه لقب ( البراشوت ) .
- هي الحكاية ........

رنين ( التت الشرقى )المفاجئ من هاتفه يغادر بعلامة الاستفهام أثناء تصاعده ... يستقبل مكالمته في صمت لم يقطعه سوى همهمتين ثقيلتين قبل أن ينتهي منها .
- جوز أختي عايز يطلقها .. طيب أنا مالي ؟ .
- ( و تواصل قوات الاحتلال توغلها في القطاع مرتكبة جرائم حرب ... و أبلغنا مــــراسلنا أن أزمة رغيف الخبز تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن ...( فاصل إعلانى )
.. بعد النشرة نواصل مع ضيف الحلقة البرنامج الإجابة على سؤال- " هل يوجد رجل عانس ؟؟ )
- بلا قرف .. ناس غاوية توجع دماغها .
جملته العاليه بصخب شاذ ... دفعت إليه نظرات زبائن القهوة بشرر ... تخترق مكانه المزوى - للمرة الأولى -