RSS

الأربعاء، 21 يوليو 2010

كنا أسبانا .... و الآن؟ - ( لازم اتكلم قبل ما أطق)


إنقضى المونديال ... و فجرت أسبانيا مفاجأتها بفوزها بالكأس للمرة الأولى فى تاريخها الكروى بفريق استطاع أن يحمل أحلام شعبه فى عدة مباريات ( كروية ) من قبل المتخصصين رياضيا ... و استحقت أسبانيا احتفلات صاخبة بالفوز و استقبال أبطال لكل الفريق .. و بدأ العالم بعدها كعادة دوران الأيام يبحث فى أجندته الرياضية عن حدث قد يجمع شعوب العالم المختلفة حتى لو ظاهريا باسم الرياضة .. لكنى كمصرى ( يشذ ) عن قاعدة محبى كرة القدم كنت أتابع أثناء استغلالى لأوقات المباريات لمزاولة حياتى بعيدا عن الزحام أكثر ما شدنى هى تجمعات الشباب المصرى على المقاهى و ( الكافيهات ) للطبقة الراقية بحماس واضح للفريق الأسبانى يضاهى حماس المواطن الأسبانى ( الأصلى )


و ظل بداخلى سؤال .... لماذا أرى كل هذا الحماس لأسبانيا ؟؟


هل ذلك نتيجة خروج الفرق اللاتيينية من فريق السامبا و راقصى التانجو حيث تعودنا أن نكون معهم حيث تتداخل الرياضة و مفهوم ( اللعبة الحلوة ) وسط المواقف السياسية التى تكون أقرب إلى قضايانا العربية و إن كان تأثيرها مازال ... معنويا .

لكن عندما كانت المواجهة النهائية بين ( أسبانيا × هولندا ) بلا تردد أختار المصريون ... أسبانيا .
رغم أن عمليا كان الفريق الهولندى على نفس المستوى الفنى و المهارى إلا أن المشجعين المصريين كانوا قلبا و قالبا على الأقل معظمهم مع أسبانيا .. فهل تداخلت معنا السياسية مع التاريخ و الدين مع الرياضة خلال هذه المباريات ؟؟
لأننا مازالنا نحن إلى جذورنا التاريخية فى أسبانيا - ( الأندلس سابقا ) التى نتمنى اليوم أن نكون مثل دولة حكمناها لعدة قرون و صنعنا نهضتها
أم إننا كرد فعل طبيعى لنسيان ظروفنا الإجتماعية و الأقتصادية التى أضاعت من داخلنا حق أن نحقق شيئا لنا .. حتى تشاركنا فى نفس حلم دولة كأسبانيا يجرى بها دم عربى إسلامى قادرة على أن تصنع تاريخها ؟
أم إننا وقفنا مع أسبانيا لأننا مازلنا نعانى من جرح هولندا التى سمحت بعرض فيلم ( فتنة ) الذى أساء إلى الإسلام و رسول الإسلام و زوجاته الكرام تحت مسمى - ( حرية التعبير ) - ؟

هل جهلنا بحقوقنا العربية الذى أسقط فى حسابتنا مدينتى ( سبته و ملليلية ) اللتين مازالا محتلين من أسبانيا فوق التراب المغربى ضمن الملف المنسى للأراض العربية المحتلة .. جعلنا نعتقد أن أسبانيا هى الأقرب لنا ؟ فى وقت رأينا فى الألومبياد الماضية كيف استغل أهل التبت حساسية توقيت استضافة بكين لدورة الألعاب ليعلنون لكل العالم عن قضيتهم و مطالبهم .

أم لأننا بين أسبانيا و هولندا ... أختارنا الأقل مرا ؟ .. فالكل غرب تماشيا مع مقولة ( ما يأتى من الغرب لا يسر )

أيا كانت الإجابة فقد فازت أسبانيا ... و احتفل بها العالم و استحق شعبها الشعور بالفخر .. أما نحن فقد غادرت عيوننا الشاشات و عدنا نتذكر حالنا بعد مرور عشر سنوات من تاريخ الألفية ظننا أننا فيها سنكون على الخريطة الدولية بإنجازات معيشية و اجتماعية و حتى ... رياضية لكن كل ما تم تحصيله أن جنوب أفريقيا وضعت نفسها كدولة قادرة على استضافة حدث عالمى بهذه الأهمية و أن أسبانيا رغم كل مشاكلها الأقتصادية الحالية لم تتوقف عن الحلم ... أما نحن فنتذكر ( صفر المونديال ) و يبدو إننا سنصر عليه خلال الفترة القادمة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق