RSS

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

القارئ - ( من اجمل ما شفت ) the reader








تجري أحداث فيلم "القارئ" في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، بطلاه شاب وفتاة يرتبطان بعلاقة غريبة تعصف بها ظروف الحياة ومآسيها. كما يلقي الفيلم الضوء على المحرقة النازية من خلال عقدة الذنب والقدرة على التسامح.


تتوالى في الآونة الأخيرة أفلام هوليود التي تحكي قصصاً ألمانية عن تاريخ عهد النازية. ومؤخراً أخرج فيلم عملية فالكوره Operation Walküre الذي قام بدور البطولة فيه توم كروز، ويصور محاولة اغتيال هتلر على يد العقيد شتاوفنبيرج ( Stauffenberg ). والآن طلعت علينا هوليود بفيلم " القارئ" الذي يستند إلى رواية الكاتب الألماني Schlink Bernhard التي حققت رواجاً كبيراً. وقام بدور البطولة في فيلم "القارئ" الممثلة العالمية الشهيرة كيت وينسليت Kate Winslet التي فازت بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة.

- قصة الفيلم -
ويبدأ فيلم "القارئ" بحب جنوني بين الفتى ميشائيل البالغ من العمر خمسة عشر عاماً وبين هانا Hanna التي تكبره بعشرين سنة والتي تعمل محصلة للتذاكر في الترام، وفي كل مرة يلتقيان تفرض هانا عليه أن يقرأ لها من كتاب ما قبل أن تسمح له بمضاجعتها. وقد نجح المخرج ستيفن دالدري Stephen Daldry في نقل صور الحب التي تسردها الرواية إلى صور سينمائية يقول عنها مؤلف القصة بيرنهارد شلينك: "الفيلم هو بالفعل شيء آخر إنها صور أخرى، لكنها صور ومشاهد اقتبست من مادتي وعندما يستحدث مخرج جيد شخصية جيدة أجد هذا شيئاً جميلاً".

صدمات عالم الحب

من النادر أن ضللت رواية تبدأ بقصة حب كهذه القارئ بهذا الشكل الذي فعلته قصة "القارئ". فهي في بداية الأمر قصة حب تبدأ بشكل شاعري رومانسي، لكنها تنتهي بشكل مفاجئ. فبطلتها هانا تختفي فجأة من حياة ميشائيل، مما يحدث لديه صدمة تلازمه حتى بعد أن يصبح رجلاً ناضجاً . والصدمة الثانية التي تصيبه، تحل بعد سنوات من فقدان هانا، عندما يلتقي حبيبته ثانية في محاكمة لمجرمي الحرب. هناك كانت هانا تجلس في قفص الاتهام، إذ كانت تحمل في طياتها سراً لم تبح به لميشائيل خلال لقاءاتهما.

الفيلم لا يعرض القصة حسب التسلسل الزمني الذي يسرده الكتاب، إنما يعتمد على العودة بالذاكرة إلى مشاهد من الحياة، لهذا لا نجد فيه عنصر المفاجأة بتلك القوة التي نجدها في الكتاب. والناحية التي جرى حولها الحديث هي تصوير قصة عن أحداث ألمانية بلغة إنكليزية؛ فالتصوير تم في ألمانيا، لكن الأدوار الرئيسية قام بها النجمان العالميان Kate Winslet و Ralph Fiennes الى جانب الممثل الألماني الشاب David Kross البالغ من العمر 18 عاماً وممثلين ألمان ذوي شهرة عالمية مثل Bruno Ganz و Alexandra Maria Lara.

والبعض تساءل عمّا إذا كان حديث هؤلاء الممثلين باللغة الإنكليزية يبعد القصة الألمانية عن جوها الحقيقي؟ وفي هذا السياق يقول مؤلف الرواية شلينك: "أردت على الدوام أن يكون الفيلم عالمياً، والإنكليزية هي اللغة الأكثر انتشاراً في يومنا هذا، وأنا أجد أن الفيلم العالمي هو أيضاً فيلم يتم فيه التعبير بالإنكليزية عن قصة ألمانية وأنا أجد إخراج الفيلم بهذا الشكل أمراً صحيحاً".

عقدة التسامح

وفي الجزء الثاني من الرواية الذي يلقي الضوء على المحرقة النازية يجمع الكاتب شلينك بين الجناة والضحايا في لقاء مثير يتم خلال محاكمة مجرمي الحرب. وقارئ القصة يميل إلى عدم التركيز على تلك المقاطع التي تنبئ بدنو فشل قصة الحب المأساوية، لكن الفيلم يبرز هذه الناحية بشكل واضح، مبيناً الاستحالة العاطفية للتصالح مع المجرمين. لقد عرف الكاتب كيف يجابه القارئ بالسؤال عن مدى مقدرة الحب الشخصي على تهوين الذنب الجماعي.

كما تكمن قوة الفيلم في التأثير الذي يمارسه على المشاهد حتى بعد مغادرته صالة السينما، حيث يترك المخرج دالدري المشاهد رهينة للشك في مدى توافق الحب والذنب والشك والقدرة على دحر الأحداث من حيز الذاكرة والشعور والعقاب .
شوف ترلير الفيلم على you tube

0 التعليقات:

إرسال تعليق