RSS

الخميس، 12 نوفمبر 2009

مرشحوا الشعب ... أهمة


لا أعرف لماذا تذكرت خبر تقدم ( كومبارس ) مغمور لانتخابات الرئاسة السابقة فـــى مصر عام 2005.. الخبر أولته صفحات الجرائد الاهتمام وجعلوا منه مؤشرا على تغير المناخ الســــياسى فى مصر ... ودلالة على أن الشعب المصرى أصبح يملك حق اختيار رئيسه و من حقه أيضا أن يرى فى نفسه منصب الرئيس الذى ظل لعقود طـويلة حكرا على رجال القــمة .
و أصبح عام 2005 عاما مختلفا لمستقبل مصر .. ودخلنا التجربة .. واختلفت نبرة الوعود .. وخرجنا ولم يختلف منا شيئ و ها نحن نقترب نحو انتخابات أخرى تنبأ كل مؤشراتها بأنها الأصعب و الأكثر غموضا خاصة مع إصرار الحزب الحاكم على عدم الكشف عن اسم مرشحه القادم فى الانتخابات و إن كانت الدلائل كلها تؤكد بقوة أن ( المرشح ) جاهز مسبقا.

ولأن الشعب المصرى قد وعى الدروس بعــــد أن فــقد الأمل فى السلطة و أيضا فى أغلب رموز المعارضة التى كشفت فى صراعاتها الشخصية و الحزبية إنها لم ولن يخــــتلف معها الحال بعد أن اخترقتها البلطجة و تصفية الحسابات و تاهت منهم القضية الوطنية لاعـــتبارات شخصية عديدة .. وهنا بدأ الشعب فى يطرح على نفسه أســماء لها سمعتها الـدولية والسياسية والعلمية أرتأت فيها بصيص أمل يعيد لمصر مكانتـــها الـخارجية وأنها قد تعمل من أجل المواطن المصرى الذى بات يــرى حقه فى الحياة الكــريمة من وراء زجاج معتم فى ظل تفاوت طبقى خانق وأحوال اقتصادية تختلف عن واقع التقارير الرسمية .. وبدأت تنتشر حملات مؤيدة لتلك الشخصيات و خاصة عبر وسائل الاتصال و الإنترنت .

ومع اقتراب العد التنازلى والعجز الفعلى لأغلبب رموز الشارع السياسى أما سطوة المصالح تاره أو أمام ضغط السلطة تارة أخرى ... تزايد الدعم لمرشحى الشعب
خاصة بعد أن أعلن " محمد البرادعى " مدير الهــــيئة الـــعامة للطاقة الــذرية الدولية إمكانية الترشح لمنصب الرئيس و ذلك بعد مغادرته منــصبه الحالى بالوكالة فى يناير القادم والذى انتخب له باجماع شبه دولى لثلاث دورات متتالية ليدير تلك الهيئة التى كانت قرارتها محورا هاما فى النظام العالمى الجديد الذى وضعه المحافظون الجدد بعد سيطرتهم على مقاليد الحكم فى أمريكا وظهور رغبتهم فى فــــرض خطتهم الإيدلوجية على العالم وخـــاصة العربى والإسلامى للسيــــطرة على مقاليد سيادته و ثروته واتخذوا من سلاح الدمار الشامل حجة وذريعة لكن رغم قوة أمريكا ونفوذها لم تنجح فى الحصول على قرار يسنح لبوش وأعوانه من غزو ( العراق ) بقرار شرعى من الوكالة مما أثر على شرعية تحالف الغزو وصورته أمام باقى العالم ... و ظل البرادعى يثبت حتى الآن إنه " رجل مواقف حقيقية " و إنه قادر عبر رصيده السياسى والعلمى و جائزة نوبل ( بدون واسطة ) أن ينجح .
ولا يختلف الحال أيضا للــعالم المصرى ( أحمد زويل ) الـــذى شق بعلــــمه ونظرياته طريقا تاريخيا لن بغفله كل ذى حق بجانب امتلاكه رؤية حضارية لبلده مصر أملا فى أن تكون فى ذات يوم مصاف تلك الدول المتقدمة التى اعتاد المواطن المصرى على رؤيتها وهو ينتفخ من الفراغ أمام شاشات التلفزيون و وصلات الدش المسروقة .
أما الاسم الأخير فكان ( عمر موسى ) الذى تمتد خلفه سيرة ذاتية مشبعة بالعمل السياسى ومواقف صريحة وافقت كثيرا رغبات الشعب المصرى و العـــربى تجاه القضايا الوطنية والمــــــصيرية للأمة رغـــم كل ما يتـــــعرض له مـــن ضغـــوط وصراعات علنية و خــفية بين زعمـــاء وأمراء و ملوك الوطن العربى .. ومازال الرجل صامدا .
لكن من الـــــواضح إن تلك الأسماء التى أضحت تتــــردد فى مجالس المصريين قد أثارت حفيظة مخططى ومنفذى ( سيناريو التوريث ) فى مصر ... فأصبحنا نسمع فتاوى قانونية تشكك فى صلاحية تقدم ( عمر موسى ) لهذا المنصب على الرغم من أن حق الترشح مكفول لكل مــصرى حسب نص الدستور .. و الأغرب أن ( محمد البرادعى ) و( أحمد زويل ) طالتهم الاتهامات بعدم القدرة على إدارة البلاد لعدم خلفيتهم السياسية بجانب إقامة تحالفات تمنع البرادعى من الانتساب لأى حزب حتى لا يحق له الترشح فعليا !! فى وقت يذكرنا التاريخ بأن إسرئيل فى أوج نشأتها الدموية رغبت أن يكون رئيسها الأول هو ( إينشتاين ) الــعالم وعندما رفض ... جاؤوا بـــ ( بن جوريون ) رجل الحرب .
بكل تأكيد أن الشعب المصرى قد ضج بـــوعود واهــية من الســلطة ... و لن يقـبل راضيا ( على الأقل) بسيناريو التوريت .. وأصبحت الغالبية لا تؤمن بوجود معارضة حقيقية تستطيع أن تقدم بديلا أفضل لشعب يشــعر بأنه يفقد " ريادته " و " آدميته " ومتهم بسخرية على الدوام بأنه لا يعرف أين توجد مصلحته السياسية
أمام حالة عجيبة قد تقيم كل المعوقات و التحذيرات و تحيك الخطط أمام أبناء مصر الذى بهروا العالم سياسيا و علميا ... وقد تصنع من ( الكومبارس ) منارة للحرية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق