RSS

الخميس، 5 أغسطس 2010

برامج المقالب المصرية...تشوية وعنصرية وسخافة تتصدر الخريطة الرمضانية - ( لازم اتكلم قبل ما أطق )











بدأ العد التنازلى لشهر رمضان الكريم بينما اشتعل فتيل المنافسة لأشده بين القنوات الفضائية المصرية و العربية من أجل استقطاب المشاهد و من ثم المعلن و من ثم أرباح إعلانية ضخمة للقناة ( لأنه موسم بلغة السوق ) , وذلك عبر تقديم كمية لا نشاهدها من المسلسلات والبرامج إلا فى شهر رمضان فقط من كل عام .


و من ضمن هذه البرامج تتصدر برامج ( المقالب ) التى بدأت مع الكاميرا الخفية ثم برامج مقالب فى أهل الفن فى بعضهم ثم مقالب تستهدف جمهور الشارع نفسه التى نشهد و مع مرور الوقت تكريس هذه البرامج فى الخطة التسويقية للقناة رغم إزدياد سخافتهاو سطحيتها التى تستمد مادتها فى المقام الأول من ( المواطن المصرى البسيط ) هذا القادم إلى عالم العاصمة بكل مفردات حياته البسيطة تحت مسمى الضحكة الفرفشة بغض النظر عما تكرسه هذه البرامج من صور نمطية لمواطنين مصريين فى المقام الأول حيث أن هذه البرامج لا تستقيم إلا إذا بعض كانت حلقاتها تدبر مقلبا فى أحد مواطنى الصعيد لإظهاره وهو يردد ( كوكواواوا ) كما فعل إبراهيم نصر فى أشهر حلقات برنامجه ( الكاميرا الخفية ) و سار على نهجه الكثيرون بعده لنرى الصعيدى دائما هو ( القروى الساذج المتخلف) - حسب الصورة المتداولة له فى المدينة دون التفكير للحظة أن ذنب هؤلاء ( المتخلفين إجبارا ) مازال معلقا فى رقبة المسئولين الذين أهملوا الصعيد و أهله و جعلوه عرضة للفقر والبطالة و التهميش ثم أخيرا ... مادة للسخرية .

و لم يسلم أيضا مواطن المدينة المطحون فى هموم يومه و معاناته داخل العشوائيات ليصبح بشكل أو أخر مادة للضحك .. ففى هذا الموسم الحالى نجد برنامجا يسمى " الشيكروباص " الذى تدور فكرته حول تدبير مقالب فى الراكب الذى يدفعه سوء الحظ إلى داخل الميكروباص ليبدأ فريق من الممثلين (يدعون خفة الدم ) فى ممارسة أفعال غريبة تصل إل حد إيهام فتاة بأنها تتعرض إلى عملية اختطاف أو الاغتصاب كما يظهر فى برومو البرنامج حيث يواجها أحد الممثلين بوجه يرتدى عليه شراب كالعصابات ... ليتحول الاغتصاب و الخطف عبر وسائل المواصلات إلى ( نكتة ) فى مجتمع شهد العديد من الحوادث الأليمة وصلت إلى حد القتل .
فى الوقت الذى نرى فيه برامج المقالب الغربية تثير ضحكنا نحن بدرجة كبيرة رغم اختلاف حياتهم عناو يقبلون مالا نقبل إذا أرادوا .... لكنها تظهرأيضا مدى رفاهية هذا المجتمع ولا تمس أبدا هوية الشخص أو ظروفة الاجتماعية والثقافية بدرجة تجعل منه نمطا سلبيا أو عنوانا ( للتخلف ) .. كما نفعل نحن .

و طبعا لا تخلو قناة من برامج المقالب فى نجوم الفن و الرياضة و هذا الموسم نجد برامج مثل " فبريكانو " تقديم الممثلة انتصار والبرنامج ( المكرر ) " حيلهم بينهم من الأخر " بمشاركة المذيعة إنجى على و الممثل إداور .التى فقط تؤدى فقط أن نرى نجوم ونجمات مصر فى حالة عصبية أو وهم يخرجون عن شعورهم لدرجة تصل إلى حد استخدام الألفاظ الخارجة عامل معها المونتاج طبعا ) .. أو تبرز مناطق ضعفهم و خوفهم أمام محبيهم .
فى شهر من المفترض نرى فيه الوجه الإنسانى الرحيم لصفوة نجوم مصر فى شهر الرحمة حتى يكونوا قدوة حقيقية و ليسوا مجرد ضيوفا فى برامج ( مقالب ) من أجل المال - على الأقل أسوة بممثلى الغرب فمن منا عندما يذكر اسم النجمة الأمريكية الأشهر ( انجلينا جولى ) لا يتذكر جولاتها العالمية وهى توظيف رصيدها الجماهيرى على مستوى العالم من أجل قضايا أهم رغم إنها تمارس حياتها و تضحك لكن بحرية .

فلماذا لا يتفق نجوم مصر على تبنى حملة خلال هذاالشهر تفيد المجتمع و ترفع من شأنه الحضارى وبشكل ( جذاب) بدلا من تكريس فكرة السخافة عاما بعد عام لأن الفنان يجب أن يكون قدوة حقيقية خاصة فى مجتمع شرقى وأثناء شهر نطلق عليه نظريا ( شهر اليمن و الخيرات و البركات ) و عمليا فهو شهر نزيف المسلسلات و المقالب والحركات ... و المؤشرات الحالية و المستقبلية توضح إنها حقيقة لن تنتهى .

من حقنا طبعا أن نضحك خاصة إننا مجتمع يعانى من ضغوط كثيرة لكن إصرار القائمين على هذه النوعية من البرامج على تكريس القوالب النمطية التى تقترب من العنصرية ضد المواطن المصرى و تسطيح قضاياه و أحلامه أو اختزال دور نجوم مصر بكل قيمتهم و حضورهم إلى ضيوف ( حمقى) فى أحد هذه البرامج بكل تأكيد سيجعل ضحكنا أقرب إلى البكاء من كوميديا ( سخبفة ) لا تحترم حتى عقلية المشاهد ولا تحقق إلا نتيجة سلبية فى المجتمع ... تحت مسمى ( تيجى نهزر ) و ( خليك فريش إحنا فى رحلة ) .

0 التعليقات:

إرسال تعليق