RSS

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

جريدة الأهرام بصورة .. جعلتنا أضحوكة العالم . - ( مقال )


لم ينفك طالبوا " رضا " السلطة من إبداع ما يقربهم أكثر بطريقة إما ترفع عنهم خطر الإبعاد أو تقضى على شبح منافسة تستطيع أن تقدم أكثر..وبهذه الطريقة وجد " المعبرون الجدد " وسائل تلمع اسمهم أكثر .
ثم جاءت الصورة " التعبيرية " بلغة أهل جريدة الأهرام و" المفبركة " بلغة أهل الأرض أجمعين لتطرح سؤالا ... هل فعلا صحافيو و مديروا الجرائد القومية فى مصر " يرون " بقية العالم ؟ هل يدركون كيف " يتعاملون " مع وسائل إنتشار المعلومة بسرعة البرق بدرجة تجعل الفضيحة فى ظرف سويعات تتناقلها القنوات الإخبارية العالمية كما حدث مع صورة كانت لن تغنى ولا تشبع من جوع إذا لم يتم اللعب فيها تحت ذريعة " أن مصر مكانها فى الريادة " .
حيث لم يجد مصمموا القسم الفنى سوى التلاعب بشخصيات صورة التقطت فى البيت الأبيض منذ أيام كما يرونها فى مخيلتهم.. وهذا حقهم كمصريين يحلمون بعودة (الحلم و الدور المصرى) الذى بات يقف أقصى اليسار .. لكن يبدو أن هناك من يختصر الجمهورية المصرية فى جريدة توالى للنظام وشخص الرئيس فقط و الهدف دائما .. نيل رضا ( الكبار )

و بدلا من تدارك الخطأ تمادى المدافعين أكثر فى الدفاع مستخدمين حجة " صورة تعبيرية " وأن هذا مشروع فى العمل الصحفى التى قد تدخل بطريقة فنية إما لعلاج عيب او للتعبير عن معنى معين لكن التلاعب من أجل إرساء صورة ذهنية سياسية غير موجودة فى الوقت الراهن فهذا.. كان بالكثير و بدلا من ذلك أصبحنا ( فرجة ) و نكنة ( مصرية ) على القنوات الأجنبية .
وتضررت صورة الرئيس ومكانة مصر التى أصبحت يحددها برنامج " الفوتو شوب"وهو برنامج خاص للتلاعب بالصور..وكل ما اكتسبته مصر حتى الان هو ما سمى " بالكذب التعبيرى " الذى قد يدخل مصر فى فوضى " تعبيرية "

حيث أن مصر بدون أى شئ ترزخ فى بحر من الأكاذيب و المبررات التى يسوقها أصحاب المصلحة و المستفدين من دهاليز الفساد التى باعتراف رجال من السلطة قد وصلت إلى حد غير محتمل و ليس مستبعدا إذا مرت حجة " تعبيرية " على القيادة السياسية فى مصر بأن نجد مثلا وزير الإسكان يقول بعد ثبات عدم قانونية بيع أرض " مدينتى " الخاصة بشركة طلعت مصطفى و أراض شركة " بالم هيلز " الخاصة بالوزير نفسه أن الوزارة كانت " تعبر " عن نواياها الجيدة فى إعمار مصر للمصريين , و أن يرد " ممدوح إسماعيل " صاحب عبارة الموت بأنه الحادثة كانت " تعبر " عن القدر و ليس إلا ... و لعلها فرصة لمتسبيبن فى سرقة لوحة الخشخاش ( فى عز الضهر ) بأن " يعبرون " بأنه خطأ غير مقصود ( وعفا الله عما سلف ) و نجد بعدها الدولة كلها " تعبر " على بعضها .. و يكثر " المعبرون" فى دولة باتت فعلا تحتاج إلى تفسير واضح لسؤال ... إلى أين تذهب مصر ؟
فى حين لايستطيع مواطن – مجازا – كامل الحقوق أن ( يعبر ) عن نفسه و عن مشاكله و أحلامه فى وطن ( يصون كرامته ) و كرامة من يرأسه بدلا من أن تصبح كرامة مصر مهدورة .. فى صورة
يدافع عنها رئيس التحرير الخاص بالجريدة فى تصريحاته الصحفية بكل شراسة .. و كأنه عبر برمز مصر ( الرئيس ) إلى أكتوبر أخر ... و الأدهى إنه يقول أن الرئيس مبارك لا يحتاج إلى صورة كى يكون ( كبيرا ) بين زعماء العالم ! .. فإذن لماذا تم التلاعب ( التعبيرى ) بالصورة ؟ ... أم إنه تصريح للمداهنة أخر كى لا يثير ( غضب ) السلطة عليه فى وقت ينبأ بتغيرات قد تقلب حال مصر سياسيا و اجتماعيا فى الوقت الحالى؟ .. بل وصل الحال بأن اتهم رئيس التحرير كل من اعترض على ( فبركة ) الصورة بأنه يريد مصر - حسب تصريحاته – فى المؤخرة وراء إسرائيل و أمريكا ... و كأن مـــصر كلها عند رئيس التحرير صورة و ليست هى السياسية و الذكاء ( الدولى ) هو الذى يحدد مكانه مصر الحقيقية !
كما لم يتوان عن إعلان بكل صراحة بأن من يعترض على ( مهنية ) الصورة فهو كشف على إنه من العملاء و أن الصورة ( التعبيرية ) كشفت عن وجود طابور خامس – ( خونة ) فى مصر !
و لم يدرك أن من اعترض على هذه الصورة كان فعلا يأمل أن تتقدم مصر عمليا و سياسيا دول العالم فى وقت تراجعت مصر فيه للخلف فى مقابل دول ( بنت إمبارح ) مثل قطر و السعودية و الأردن ... و غيرها و ليس متقدمة فقط فى القسم الفنى لجريدة .
مكانة مصر ليست بالصور أو بأين يوجد مكان الرئيس فى صورة صحفية .. لكن من الواضح أن أهداف متصيدى فرص المزايدة فى كل مناسبة باتت مكشوفة لشعب ضج من ( قلب الحقائق و تزيفها ) تحت مسمى ( بنحب مصر ) ... فى زمن بات العالم فيه يرانا قبل نرى أنفسنا .. و كان أولى على مدعى الوطنية و النظرة المبعدية أن يستخدموا أقلامهم فى الإجابة على نفس الصورة .
كيف تصبح مصر هنا بحق ؟ ... و نترك بعدها من يلتقط الصورة .. يلتقط .

0 التعليقات:

إرسال تعليق