RSS

السبت، 15 يناير 2011

يالا نخليها ... تونس . - ( مقال )


الشاب ( بو عزيزى ) أحرق نفسه كحل أخير للتخلص من حياته التى حولها ( بلطجية ) تطبيق القانون إلى حالة لا تطاق من اليأس بعد احتجاز عربة الفاكهة الخاصة به بحجة عدم الامتثال للقانون وهو الشاب الجامعى الذى ضاقت سبل العمل بشهادته ... فقامت تونس بكل شعبها تتحدى سلطة قمعية استمرت لمدة 23 سنة ... و لم يكن السبيل أمام الرئيس ( بن على ) سوى أن يحصل على لقب ( الرئيس الهارب ) وأن يتخلى عن حلم الترشح لرئاسة 2014 .. و من ثم يصبح رئيس ( مدى الحياة ) ... كعادة رؤساء الجمهوريات العربية .
و ثارت تونس ... و فرح المصريون فى عام الانتخابات الرئاسية المصرية !
حيث أن حال المصريين الذى يعانون ( حتى الآن ) من نظام يواصل نفس السيناريو و يرفع نفس الشعارات بعد أن ضمن ( تدجين ) المواطن المصرى عبر أجهزة أمنية تحكم قبضتها على حق أساسى للمواطنة و هو ... الحرية و الكرامة .
و لديها القدرة الفعلية على تشتيت قوى المعارضة و اختراق الأحزاب و إضعاف ( الأمل بالتغيير ) فى وقت بلغت فيه معدلات البطالة فى أوساط الشباب المصرى إلى 2 مليون و ما يزيد ( حسب أخر إحصاء ) ... و اقتصاد تملكه ( قلة ) تعيش فى مصر غير التى يعيش فيها شعب مصر بكل ضغوطه .
و مصر تزداد ضغطا .. بداية من محاولات ( فرض ) سيناريو التوريث منذ عدة سنوات .. و مرورا ( بتزوير فاضح ) فى انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 .. لتدخل مصر عام جديد ببرلمان يرفع ( يد الموافقة على طول الخط ) ... و حاليا بأزمة طائفية تغلى تحت السطح نتيجة ( استرخاء ) أمنى لحماية مصر من أعدائها الخارجيين بينما تتواصل ( اليقظة المفرطة ) ضد أعداء النظام ... و شهور قليلة و تصبح مصر أمام انتخابات رئاسية قد تكشف ( السيناريوهات ) ... المخبئة للشعب المصرى .
فى وقت تعانى فيه الأصوات المطالبة بالتغيير الأمرين من التضييق الأمنى و التشوية الإعلامى .. و الإحباط المستشرى فى الشارع المصرى نتيجة تراكمات ( نفسية ) تتركها صور التعذيب فى مراكز الحجز و الإقصاء باستخدام ( قانون الطوارئ ) الذى يزداد تفعيلا .. و سيظل .
لكن مع ثورة الشعب التونسى ( 10 مليون نسمة فقط ) و تحديه للقمع و بطش الأجهزة المعلنة و السرية .. و سقوط الشهداء .. و توالى تنازلات الرئيس التى وصلت إلى حد التوسل .. ثم خروج الرئيس ( هاربا ) بطريقة مخزية .
يصبح السؤال الأكثر إلحاحا ... هل سنصبح ( تونس ) قريبا ؟
مصر و تونس ... و غيرها من الدول العربية تتشابه فى الظروف و الدوافع من حيث رغبات المواطن العربى فى الحياة الكريمة و الآدمية ... بينما يظن قادتها بأنهم ( رسل الأله ) و يحق لهم فعل ما يشاء ... و كبت ما تشاء ... و إقصاء من تشاء تحت قبضة أمنية
قد يهزمها فى النهاية ( بائع متجول ) يملك حق رغبة الشعوب فى التغيير ... فهل تعلمت القيادة الدرس ؟
أم تظل تجربة تونس .. لتونس
و مصر ( مبارك ) ... هى مصر .
أم إننا كشعب ... سنجعلها ( تونس ) ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق