RSS

السبت، 6 فبراير 2010

كيس رمل من أريحا .... ( قصة قصيرة )



بمسحة دائرية تساير تكوير بطنها الذي يواصل ارتفاعه منذ أن أخبرتها طبيبة المخيم إنه فعلا قد تشكل بداخلها تحاول أن تثقل رغبتى ... اتخطى مدلول حركتها ... أكمل إخفاء ملامح وجهي حتى لا يتبقى لها سوى عينين تنظران إليها في إصرار نهائي من وراء كوفيتي المنقطة .
- يعنى بدك تروح ... ؟
يدى المنسحبة ترفع الكيس المسجى بجواري تمنحها تأكيد الإجابة ... اتجه نحو الباب لأشغل حيز الصمت بصوت قلقلة المفتاح لكن قبل أن يتبعني ظل الباب المسحوب خلفي استوقفتني مع سؤال متوقع
- إيش تبى أجوله ؟
ابحث بين الجمل المركزة عن إجابة اتركها له عندما يدرك يوما اختلاف عالمه الذي جاءنا به إليه رغما عنه.
- جولي له .... راح يجمع إلك وطن .
أشد على خطواتي .. أزيد المسافة بيننا قبل أن يراودها سؤال أخر , فلن أتراجع اليوم عن رغبة ذهابى إلى هنـاك رغم حواجزهم الأسمنتية الني تستبيح مدينتنا " الساحلية ".... واعتياد طابور الانتظار ... و رغبة الإقصاء التى تميز لغتهم .
استهدف بخطوات نشطة تعريج طريق يمتزج بترابية مع أشلاء حياة أرادها القصف الأخير علينا ... بقايا ملابس مزركشة ... فرداي أحذية غادرت بعجالة أقدام أصحابها لتتلوى هنا على نفسها .

- أأنفذ رغبتها و أعود إليها ؟
- لكن من الذي سيحقق له الحلم ؟
- أولاد الظل يعيشون قصار القامة ... و أنا أريد أراه ينمو .

صرير جنزير " ميركافا " على الجانب الأخر يقترب يطحن الأرض .. اندمج بجسدى الحذر فى ثنايا حجر قبلتنى زاويته المنتصبة لأصبح خارج دائرة بحث مدفعها المتعطش لدم جديد .
- لن أصبح صيدا لها .
- لابد و أن أعود له بمفردات وطن .

لقد ملئت له هذا الكيس أكثر من مرة في رفح ..... و جبل النار .... الناصرة... حتى عند صخرة القدس .... واليوم أنوى أن أفعلها في - أريحا - رغما عن السلك الشائك الذي بدأ يلتحم بغيمة رمادية تزحف نحو المدينة ... انبطح .. اتجمع ... انفرد بين الفراغات أنشد عبور التل الأخر حيث كان يجب أن نكون معا ... صورتى تخادع أدوات المراقبة الإصطناعية قبل أن نثير اهتزازهم الداخلى ثم تدفعهم إلى ملاحقتى ... أقبض على كيسي حتى لا يغادر يدي ... لهاث كلابهم المسرعة خلفى بطاعة عمياء أسبقه بخطى أشد

- سأملأ له الكيس مهما كلفني الأمر .

حفنات الرمل تتجمع داخل الكيس بسرعة تتحدى صدى خطواتهم المنغرسة بغصب فـى حكايات جدى وأبى ... يطلبـون منى أن أعيدها من جديد ... لا استجيب لهم ... يصعدون لهجتهم الراغبة فى إهدار دمى ... أواصل ما أتيت إليه .
- الذي ماله وطن ... ماله في الثرى ضريح .
كبيرهم يشعل فيهم الضوء الأخضر ... ينطلق الأحمر الساخن منى يكمل إمتلاء الكيس... أنفاسى المتحشرجة تتابع الخروج بضعف ... يضحكون حولى .... لكن فجأة يتمدد الكيس بمساحة وطن ويبتلعهم بداخله .

0 التعليقات:

إرسال تعليق