RSS

الاثنين، 6 يونيو 2011

كوميديا ... الثورة المضادة - ( مقال )

يبدو إنها الغيرة ... فبعد ان استقر معظم المحللين على تسمية الثورة المصرية بالثورة " الضاحكة " رغم كل آلة القتل التى أعملت شراستها فى زهرة شباب مصر لكن الضحكة المصرية لم تسقط .. حيث انتشرت على مواقع الانترنت كليبات لشباب مصرى اختار من الضحكة سلاحا لمواجهة منظومة لا تعرف غير تنفيذ أوامر الإعدام من أجل بقاء النظام .. نجد الآن بقايا " مؤيدى " بابا مبارك " و الحزانى " على عصر " توحش " رجال المال و استقرار الفساد لمدة تجاوزت الثلاثة عقود يحاولون استغلال " مساحة " الحرية الحقيقية التى جاءت ضمن انجازات الثورة فى طرح أنفسهم داخل أثواب جديدة والخروج علينا بمواقف تصل إلى حد ... الكوميديا " المضادة " ।
فتارة ينصبون من أنفسهم ( صوت ) العقل ... ومرة أخرى يسعون لإيجاد فرصة لركوب موجة الوطنية والنظرة المبعدية .. و أخيرا يشرعون فى الإنتماء لعملية سياسية تتبنى مفاهيم و قيم غير التى تربوا عليها فى عصر دولة لم تعرف غير " الولاء الأعمى " أما صوت المعارضة فهو خطر واجب التخلص منه ॥ و لفترة فعلا ظنوا إنهم مالكوها ... و نحن أيضا معهم ।
والمتابع الآن لمواقفهم لا يملك سوى الضحك أكثر من البكاء أو الغضب ... حيث رغم مرور ثورة شعب على كل ما كانوا يمثلوه من شعارات و خطب ووعود رنانة و إنجازات وهمية ألقت بأغلبية الشعب إلى منطقة الظل حتى ثار عليهم... مازلوا لا يراهنون بغيرها لغة ।
فعندما اختار مصريون بالدرجة الأولى ممارسة حق التظاهر فى ( يوم العطلة ) فى ميدان التحرير من أجل استكمال مطالب ثورتهم التى يرون إنها لم تكتمل ॥ خرجت عليهم مئات الأصوات تحت مبرر " الخوف على البلد " تدعى بأن هذا التجمع سوف يوقف حال البلد أكثر و سيهدد الانتاج و سوف يجعل السياحة تهرب ॥ و أصبح كل من يشارك فيها ملعون أو خائن لبلده من وجهة نظر أصحاب النفس القصير ॥ بينما دخول مصر لمدة شهر فى سجال تسبب فى حالة تشاحن مع دولة عربية ॥ والسبب مباراة قدم وصلت نتائجها إلى حد التشابك السافر على أرض دولة عربية أخرى و تعرض النخبة المصرية للإهانة و الدخول بعدها فى تعبئة إعلامية تطالب بالثأر وقطع العلاقات بينما تعرضت الممتلكات المصرية إلى الحرق و النهب فى الجزائر و تعرض مئات المصريين لخطر الموت على يد شباب موجه من الناحية الأخرى ॥ كل هذا لم يؤثر يوما على الاقتصاد المصرى لمدة 60 يوما مع دفع مصر بقامتها الكبيرة فى صراع " تافه " و رفعت رايات الوطنية من أجل مباراه شرفها ॥ ( ابن الرئيس ) بالحضور و عند الأزمة - خلع । تاركا وراءه شباب و بنات مصر تهان و تطارد من قبل ( شباب الجزائر العاطل ) ... و لكن كل هذا عندهم مقبول إما أن يتجمع المصريون بعد زمن من التهميش من أجل مصلحة مصر و حقوق أولادها ... تعزف نغمة " الحقوا الاقتصاد بيضيع " !


وطبعا ليس بخاف عن أحد أن ثورة مصر قد كشفت عن وجوه منهم قد أدعت علينا لسنوات الصوت المعارض و تبنى حق الشعب المصرى " الغلبان " وهى نفسها الأصوات اليوم التى تدعى حق الوفاء " لإنجازات " الرئيس السابق بل و تعترض على محاكمته أساسا بل تعتبرها " قلة أصل من الشعب " و كأننا لا نفهم سبب حمية هذا الدفاع إنه إذا انكشفت سوأة نظام " مبارك " سوف تكشف بدورها سوأة من صنعه منذ 40 عاما ॥ و على مسافة ليست ببعيدة من نفس الأجندة نرى المتحولون حسب وتيرة الزمن على شاشة التليفزيون بعدما أدعت كثيرا الشعور بمطالب الشعب و إنها منهم لكن عند لحظة الحقيقية إتخذوا من ميدان مصطفى محمود منبرا لمساندة النظام ... وعندما سقط النظام ॥ بدأوا فى تنفيذ سيناريو " در العواطف " بافتعال حوادث فردية و الخروج على شاشات التليفزيون بوجوه يأكل نصفها شاش التضميد بحجة التعرض للضرب من قبل ثوار التحرير و بغرض تقديم انفسهم شهداء للرأى ॥ ثم التحول بنفس الدرجة لعرض سيرة ذاتية " وطنية " تدعى محاربة الفساد منذ ربع قرن ॥ ثم تأتى الخاتمة بإعلان الترشح للرئاسة بمنتهى " البجاحة "
و كأن شعب مصر .. يقبل !
والأكثر طرافه هم مطربى و نجوم " توريد الهيافه " للشعب المصرى الذين خانهم ذكاؤهم فى لحظة الاختيار فاختاروا النظام ॥ فلفظهم الآن معظم الشعب و الآن يتابكون إلى درجة الاستجداء فى البرامج للحفاظ على جمهور جعل منهم نجوما يجمعون الملايين ॥
و كأن الجمهور سيقبل !
سوف تطل علينا ما تسمى بالثورة المضادة بقدرات هائلة من التحول و محاولات القفز ॥ و الركل أحيانا من أجل إيجاد موطأ قدم أمام كعكة الثورة و هذا حقهم فى البقاء ... و نحن علينا كشعب أدرك حقيقة من هم أن نجعل البقاء لمصر ونغلق عليهم كل طريق .. و الآن فلنشاهدهم و نضحك ।

0 التعليقات:

إرسال تعليق