RSS

الأحد، 21 أغسطس 2011

شكرا إسرائيل - ( مقال )



أجمعت كل التحليلات السياسية بأن ما حدث على الحدود المصرية – الإسرائيلية من تعمد إطلاق نار أدى إلى مقتل وإصابة 5 جنود مصريين تحت ذريعة تعرضها لعملية فدائية فى مدينة إيلات القريبة من الحدود فى سيناريو (يشتبه) فى إعداده وتنفيذه بأياد إسرائيلية لمواجهة الفشل الاجتماعى الاقتصادى الداخـلى.
قد جاء كبالون اختبار لمعرفة رد فعل مصر بعد ثورة 25 يناير .. وقد فعلا جاء الرد بصوت مختلف أمام حسابات إسرائيلية خاطئة أثبتت (عدم ) استيعاب قادة الكيان الإسرائيلى ما حدث فى مصر من تبعات سقوط " رأس نظام " اعتبر لهم على مدار 30 عاما " كنزا استراتيجيا " قــبل أن " يبيع " دم شهداءه تحت حجة " الحفاظ على السلام ".
حتى أصبح لدى مصر ملف بالمئات من جنود مصر الذين سقط حق المطالبة بدمائهم أثناء تأدية خدمتهم على مدار سنوات أمام ذرائع السهو والخطأ واللامبالاة الإسرائيلية .. وكنا نكــتفى بأسف خجل .
ثم تعود بعدها دعوات تنـــاول الإفـــطار والــغداء فى شرم الشيخ بين قادة الحكومة الإسرائيلية والرئيس ( المتهم ) تحت مسمى (التعاون ) !
و من الواضح جليا أن مستشارى إسرائيل خيل لهم أن مصر بما تمر به من فترة انتقالية فـــإنها ( بلد مفتوح ) قابل للعبث بدم أبناءه أو جس النبض حول إمكانية ابتزاز ( ملف ) سيناء بمنظور متطرفى إسرائيل والتى يعتبرونها حلا ذهبيا للتخلص من ( الضغط ) الفلسطينى الذى شرع فى إتخاذ خطوات دولية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 67 .. بجانب بعض الأبعاد الدينية والاستراتيجية التى كشفت عنها تصريحات حمقاء لقادتهم .

و لم تدرك إسرائيل بأنها ( بغباء سياسى ) أرادت مساومة مصر فى لحظة حرجة من تاريخها .. فجعلت نفسها فى الزاوية .


فمن المثير للدهشة حقا بأن تقوم إسرئيل ( بحسابات ) أمنية وسياسية خاطئة تثير بها غضب شعب غالبيته معبئة بروح ثورة باتت مصدرا ملهما للعديد من دول العالم ولم يمر عليها عدة شهور ! ... مما فتحت على نفسها الباب بقوة أمام الاستجابة للمناداة الشعبية داخل مصر بطرح ملف اتفاقية كامب ديفيد للمراجعة فى ظل الخروقات التى مارستها عـــقودا نتيـــجة ( تدليل سافر ) من رجالات النظام السابق .
بشكل يعيد التواجد الأمنى الكامل للقوات المسلحة والسيادة الحقيقية لسيناء الغائبة عمليا عن السيطرة الكاملة المصرية .. كما إنها دون أن تقصد قد خدمت ( المجلس العسكرى ) الذى استعاد فى ساعات قليلة التفاف الشعب المصرى حول دوره بعد ( حالة ) من الانتقاد المتزايد على أداءه السياسى الداخلى ... وخير دليل توحد قوى مصر المختلفة للتظاهر عند مقر السفير (الإسرائيلى ) لإنزال العلم الدولة العبرية للمرة الأولى بامر الشعب .

فين حين تتصاعد المطالبة الشعبية باستغلال ( كروت ) الضغط التى تملكها مصر من قطع توريد الغاز المصرى لإسرائيل , وتحجيم اتفاقية الكويز المرتبطة بتصنيع المنسوجات بخامات إسرائيلية من أجل (رد ) الكرة إلى الملعب الإسرائيلى بطريقة تحقق مفهوم (تساوى ) الرؤوس لأول مرة فى تاريخ مايسمى ... ( السلام ) .

و ملاحظ أن إسرائيل حاليا تحاول كعادتها اختلاق الأعذار ومعها ( مساندة عمياء ) من أمريكا رغم إقرار لجنة المراقبة الدولية فى تقريرها بارتكاب إسرائيل جريمة اختراق للحدود وتنفيذ عمليات قتل .. فى مواجهة شعب لم يعد يقبل منها تلك الترجمة السهلة بعد أن أخـــرج نفــــسه من خانة ( خفير حماية ) الحدود بالوكالة .
فهل سيجمع اجتماع الحكومة الإسرائيلية القادم .
من بدأ يفهم ؟

مصر استعادت من القـــــاموس كلمة ( الكرامة ) وحق ممارسة الاتفاقيات العادلة الـــــقائمة عــــلى ( التوازى ) بما يخدم مصلحة الوطن بعد سنوات ظن فيها قادة إسرائيل إنهم يملكون الدفة بعد أن سلمها لهم رجالات نظام فاسد قبل بتركها على الغارب مقابل صفقات مشبوهة ...
وبهذا الغباء ( السياسي ) الذى أبدته إسرائيل فى التعامل مع مصر ما بعد الثورة .
وقفت مصر بشهادة أحرار العالم .. أقوى .

إسلام البارون

0 التعليقات:

إرسال تعليق