حين عرفتها كانت ماتزل آثار اللعب بلا تعب مع أصدقاء الطفولة عالقة على ملامحى .. حين استقبلتنى أختى الصغيرة بحمل كبير من الدهشة تسرد قصة لم يحضر فيها إلا اسمى على لسان ( إ ) التى فاجات الجميع بسنوات عمرها الخضراء .. أو هكذا بدت بقامتها النحيفة لكن جرأتها فى الاقتحام صعقت الجميع بلا مقدمات
- فين حبيبى ؟؟
سؤالها الصريح ألجم من فتح لها الباب
- هاه ؟... مين ده ؟
- إسلام طبعا
مزيج من الضحكات الخجلة و العيون المتصلبة من الدهشة و العقول التى تدور فى مكانها تحاول أن تستوعب الموقف .. كلهم لم يستطيعوا أن يحركوا من موقفها و جرأتها ساكنا ...
- م .. م .. مش هنا ؟
و كجرأة تقذف جرأة .. أخرجت من ملابسها خاتما ( براقا ) من معدن رخيص و بطول ذراعيها دخلت مجال دهشتهم مرة ثانية
- طيب لما يجي ... أدي ليه الخاتم ده
وعدت أنا بذكريات لعبى .... لتلاحقنى من أفواهم المندهشة تلك القصة لأيام و الكل يريد أن يصدق ما حدث .. أما أنا كنت أبحث عن ترجمة لما حدث فى مشاعرى و لم أجد سوى .. أن بريق الخاتم و حكايات الكبار حولى تسعدنى ... لكنى لم أجد بداخلى انجذاب آدم .
رغم توالى المرات التى تقابلنا فيها بعدها .. و لعبنا .. و تعبنا
و أخيرا كبرنا ...
و سار كل منا فى مسار ... نتقابل و ندعى إن كل منا لا يعرف الأخر .. لكن ذكريات القصة فى كل مرة أراها تصر أن تأتى بكاملها رغم مرور زمن أضعاف الزمن ... لكنى أمضى بعيدا .
فهى ما زالت تختار طريق ( اقتحام الرجال ) بكل الطرق .. لكن بكل تأكيد ليس الآن - أنا-
لكنى احتفظ فى عقل كصاحبة أول ( هدية )
و أول ( أغواء )
0 التعليقات:
إرسال تعليق