مرة ليست بالأخيرة …. نجد برلمان الأكثرية ( الدينية ) و مؤيديها فى واد وواقع الشعب فى واد أخر فى وقت تضج فيه مصر من توالى الأزمات ( المدبرة ) فـى الكثير من الأحيان بما
يسرع من كفاءة أداء ( أجندة ) الثورة المضادة دون رد فعل يذكر من نواب يكتفون بالصراخ الإعلامى أو الانشغال بقضايا ( تافهة ) .. و أقصى هدف لمعظهم تحويل ( الفتاوى المطاطة ) إلى قوانين تحاصر شباب الثورة و تسويف مطالب ثورة ( شعبية ) لم تحقق حتى رأس أهدافها … و مازلنا نتوقع منهم الكثير .
و جاءت وفاة ( البابا ) شنودة فى وقت حرج من تاريخ مصر .. لتفقد مصر رجلا كان يمسك بخيوط الملف القبطى على مدار 40 عاما بما له و عليه .. شئنا أم أبينا .. ليرحل الرجل أكثر من مجرد رجل دين لشعبه القبطى له شعبية و احترام كبيرين لدى قطاعات واسعة من الشعب المصرى .. و كنا ننتظر كمصريين مسلمين و مسيحين تجاوبا سياسيا من برلمان ( الثورة ) تجاه رمز مصرى … فكانت كل المعضلة لممثلى الشعب فقط من سيجلس ؟ .. و من سيغادر القاعة ؟ … و من سيقف ؟ حدادا على رحيل الرجل .
لنجد أنفسنا كشعب تمارس علينا ( جريمة ) التمييز و الحض على التفرقه و ممارسة ( تمزيق ) نسيج الوطن و ( تكسير ) أعمدة مصر التاريخية .. تحت ( قبة البرلمان ) .
و الأكثر من ذلك عجبا … تزامنا مع مراسم دفن البابا اجتاحت المواقع الاجتماعية مثل الفيــس بوك face book فيديوهات ( لداعية ) أقرب الى مونولجسيت دينى اعتاد أن يبنى شهرته فى عشوائيات مصر و أربابه الكثر من أنصاف المتعــلمين و أقل ربما … يهـــاجم و يفرح و يشمت فى وفاة ( إنسان مصرى ) أيا كان موقعه … و كأن حرمه الموت وحدها لاتكفى … لأن يصــمت و أن يتراجع عن بث مواقفه ( العنصرية ) من منفاه الاختيارى .
ليترك الشعب بما فيهم قبط مصر فى حالة من الدهشة و الإحباط من خطابات عشوائية لا تعى بموضوعية حتى مواقف الرجل الذى كان حائطا منيعا ضد التطبيع مع إســــرائيل بشهادة قادتها وقاوم كل الضغوط من القيادة السياسية لإرسال المسيحين إلى ( القدس )لأداء الشعائر رغم إنها من أكبر شعائرهم الدينية دون أخوانهم المـــسلمين شركاء الوطن و القضية … كما واجه أصــــوات تعصب ( أقباط المهجر ) ضد مصر و سعى بعضهم إلى تحريك ورقة ( حماية الأقليات فى مصر ) فى الكونجرس الأمريكى نتيجة أخطاء النظام السابق الذى استسهل اللعب عـــلى ورقة ( الفتنة الطائفية ) لتدعيم أركانه فى مقابل تيارات المعارضة … لكن الكنيسة المصرية لم تسمح بتمرير العديد من الضغوط على مصر من قطع المعونات و فرض عقوبات اقتصادية و تبرأت من محاولات التدخل فى شئون مصر الداخلية ( باسم الدين ) فى أحلك المواقف التى أصابت أقباط مصر … كما ساهم الرجل
فى دعم لغة الحوار بين شقى الأمة على مدار أربعة عقود باخلاص وطنى ترسخ صدقه فى قلوب المصريين جميعا .. و حين رحل كان واجبا علينا أن نحزن .
لكن هذا أنصار هذا الـداعية من تحت قبه برلمان ( دولة ) الذى شارك فـــى وجوده الدماء المـــسلمة و المســيحية فى ميادين التـــحرير لا يعرفون سوى لغة ( التحرش بمشاعر مواطنيين ) و نقض عهد أمان الشعب المصرى على طريقة ( قبيلة خزاغة ) .
وعندما ثار الأقبـــاط من هذه الاستفزازات كانت النتيجة مزيدا من الفيديوهات ( الساخرة ) التى ألمتنا نحن كمسلمين بما يناله الإسلام من تشويه لسماحتة و مدى وجوب قبول الأخر خاصة إذا كان شريكا فى الحياة و الحلم و المعاناة تحت ( حسابات شخصية ) للظهور بعض النظر عن أن الفتنة ( ملعون ) من ايقظها فى بلد ( يغلى ) من توالى الانتكاسات على ثورته و مدنية دولته باسم ( تجار ) الدين .
و لم يتحرك أحد .. و لم ينطق أحد من المفترض إنهم يديرون شئون بلدا كاملا دون تفرقه كما ينص الدستور .
فى وقت تتجه كل أنظار العقلاء إلى من سوف يعتلى الكرسى البابوى بينما تحتاج مصر إلى صوت العقل و التضامن أمام ضغوط خارجية قاتلة من ( أعداء ) يملكون حاليا أوراقا لإيقاع مصر فى مزيد من الفوضى يقودها من يحسبون خطأ ( أبناء ) هذا البلد
و أبرزها محاولات بعض أصوات التعصب القبطى مواجهة للتعصب المتأسلم فى الخارج الدعوة إلى إنشاء دولة قبطية فى مصر يقودها المصرى ( منزوع الجنسية ) موريس صادق الذى أعلن مؤخرا إنه على وشك افتتاح أول سفارة ( لدولته الخيالية ) فى جنوب السودان فى تهديد صريح للسيادة المصرية و بمثابة إعلان حرب على مصر إذا صدق الأمر .
و أين البرلمان ؟ .. لاشئ
و أين هذا الداعية ؟ لاشئ
.. فقط بعض العنترية غير المحسوبة التى بارتفاع صوتها الشاذ أغفلت ( الروح المصرية ) المتحابة التى رأيناها تتجلى فى شعب مصر من سيدة تقدم زجاجات المياة للأقباط فى طريق الكاتدرائية من بلكوناتها و بحجابها … و سيدات فى النقاب يقفن ضمن المعزيين إجلالا لتاريخ الرجل حتى و لو اختلفن معه فى الدين … و مكالمات العزاء بين الشعب المصرى التى لم تنقطع ... حتى الآن .
مصر .. شاء من شاء و أبى من أبى .. ستظل تحتضن ( أقباطها ) فى محيط إسلامى يسعى إلى دولة ( بلا عقد ) الجاهلية أو إعادة لتجاوزات ( محاكم ) التفتيش برؤية مصرية .. دون إعلاء لمصلحة الوطن .. أو أن تقتصر البطولات فقط فى بث لغة كراهية تدمى مسلمى و مسيحيى مصر معا باسم الدين .. و دائما سنرد دوما .
” اللهم سلط المتعصبين على المتعصبين .. و أخرجنا منهم سالمين ”
بقلم - إسلام البارون
0 التعليقات:
إرسال تعليق