خبز - حرية - كرامة انسانية .. هذا ما كنا نتوقع بعد ثورة ( شــــعبية ) اسقطت دولة الرئيس ( الأوحد ) والحاشية ( الأفسد ) فى تاريخ مصر الحديث .. لتتحطم عجلة التوريث ولتتسع الأحلام بأن تعاد مصر إلى قامتها السياسية و الاقتصادية لكن مع تولى رجال المنطقة الرمادية مسئولية البلاد فى مرحلة حساسة أربكتنا سلسلة من الأخطاء القاتله التى باتت تؤكد للمدركين لحقيقة الأمر غموض النوايا فى إعادة مصر لحلم المدنية أو محاصرة ( فلول ) النظام السابق أو تحقيق عدالة سريعة ناجزة تؤمن الاستقرار الفعلى فى مصر الثورة .
حتى أصبحت مطالب الميدان فى ضفة ... والعسكرى و مؤيديه و منافقيه فى ضفة أخرى .
و لأن القائمين على الدولة حاليا يملكون الحلقة الأقوى إعلاميا تم خلق العديد من حلقات التقسيم للشعب لتشتيت ضغط الثوار .. فأبح هناك ميدان ينادى بالثورة .. وميادين تسعى لاجهاض الثورة ... شعب يصر على مبادئ الثورة ... و شعب يختار التنازل السريع بحجة عجلة الاستقرار ... قلة ( حرة ) .. و أخرى أغـــلبية غامضة ( صامته ) ... و أخيرا .. حزب الكنبة !
الذى يدعى بأنه ( الشريحة الكاسحة ) فى المجتمع المصرى التى اختارت فقط التنقل بين البرامج الحوارية أو الانعزال عن حلم الثورة .. أوممارسة مواطنة دون أى فعل يذكر ... أو حتى البحث عن مبررات للفساد!
ليقبل البعض هذا الدور من أجل تحقيق مصالح شخصية بحته ... و يستغل الأخرون هذا المصطلح لضرب ما تبقى من الثورة .
ففى الوقت الذى تحتاج فيه ( الثورة ) إلى استمرار الدعم الشعبى لتستمر شرعية مطالبها التى تتخذ من أولوية تطهير الفساد من كل شبر فى مصر هدفا صريحا ... خرج على الحياة المصرية ( حزب الكنبة ) الفاسد الذى وجد من كثافة حملات تشويه و محاصرة أحرار الوطن فرصة سانحة لا ستعادة مكتسبات (عصر الفساد ) وممارسة ما سبق ....الذى يتـــمثل فى مســببى شلل عــجلة الانتاج الحقــقيقين من عمالة تتحجــــج ( بأزمة التحرير ) فى مـــــفارقة غير منطقية .. و راغبى استدامه ( حالة الفوضى ) من أجل تحقيق الثراء ( الحرام ) فى مبانى مخالفة و تـــهريب سلـــع غذائية و تمونية و محروقات و تجارة أسلحة مهربة تتعدى أرباحها ملايين و مـــافيا الاستغــــلال فى الــــشارع و الــمؤسسات الـــحكومية وعودة ( تسعيرات ) الرشى و العمولات لتمرير المخالفات...وترويج الإشاعات التى تنال من رموز الثورة المصرية بدعوى إنهم ( بلاء خارجى ) يريد النيل من كيان الدولة ... بينما بــــعض هذا الحزب يكن حقدا واضحا ( لشجعان الثورة ) الذين غامروا بكل شــــئ من أجل لحظة حرية بينما هـــم اختاروا ( ســــلامة الجبناء ) و الانتظار فقط الانضمام للكفة الغالبة .. لكن حــــركة الـــثوار فى كل مرة تذكرهم بأنهم كــــانوا ومازالوا خارج معادلة صناعة التاريخ ... حتى باتت الفوضى و مناصرة الانتهاكات عندهم بديلا مقـــــبولا عن أحلام ونتائج ( الثورة ) .
و مـزيدا من محاولات اجهاض الثورة ... يــــحاول ( بقايا ) النظام السابق استغلال تفشى تجاوزات حزب الكنبة الفاسد لاخـــتلاق أزمات تزيد العبء اليومى على الـــمواطن و الــــدولة
تجعل الشارع المصرى يكفر ( بالثورة ) و يعادى كل من ينادى بها ... أبـــرزها ( أزمة انابيب الغاز ) التى تسببت بحوادث عنف و قتل و قطع طرق فى وقت تكتشف حقائق كاملة عن سيطرة ( رؤوس ) الفـــلول على هذه التجارة الحيوية لكل بيت مصرى بشكل مطلق يدعمهم أصحاب النفوس المستغلة لحالة الأزمة لتكديس ثروة سريعة ... مع رد فعل حكومى غير موجود أصلا .
بالإضافة إلى دعم ( ميليشيا البلطجة ) تنظيميا و ماليا لتنفيذ عمليات تخربيبة بدرجة تهدد الأمن القومى للوطن بشكل مطرد و تثير اقصى درجات الذعر فى المجتمع .
و الكل عنهم يسكت .
و الكل يلوم ( الثورة ) !!
ومع اتساع هوة الخلاف بين ( الثوار ) والمجلس العسكرى الذى فشل فى إدارة مرحلة انتقالية تسببت فى مزيد من الاخفاقات السياسية و مزيد من الدم للمصريين و أخيرا فى مسلسل البراءات الجماعية لقتلة المتظاهرين ... كان الحل السحرى هو أن يرى الشعب المصرى ( الثوار ) متمردون على الشرعية فى مقابل ما يسمى مجازا ( حزب الكنبة ) فى دور الضحية التى تتطلب تدخلا من المؤسسة العسكرية لحمايته !! ... كأن الثوار قادوا ثورة لشعب أخر ... و هناك من يصدق .. و يتحمس ضد الثوار .. بل و يتفاخر بأن ( جذمة العسكرى فوق رأسه و راس إل جابوه ) .. و تفتح له ميادين ( معادية ) لمطالب التحرير .. باسم ( الاستقرار ) و رد الجميل للعسكرى .
... و أصحاب هذا الحزب هم أنفسهم الذين تغاضوا عن تضحيات الثوار و تدافعوا إلى مساندة أصحاب الشعارات الدينية فى الانتخابات البرلمانية بحجة إنهم الأكثر حنكة و خبرة و دين رغم عــزوفهم المعروف عن مـــوقف حاسم لصالح الثورة منذ أول ساعة ... و مثل المتوقع يثبتـون بالتجربة العــملية تحت قبة البرلمان إنهم ( يمارسون ) الدين على الناس و ليس على أنفسهم .
و للأن لم يدرك ( حزب الكنبة ) بأنهم ولوا من لا يصلح .. على حساب ( حراس) حرية مصر الحقيقيين .
الثورة ( فعل ) يســـتحق المساندة ... و الــــثوار ( فاعل ) يـــــستحق مكانة بعيدة عن التشوية ... و مصر الجديدة لا تحتاج لتصنيفات ( تصنع ) شعبا داجنا يقبل دائما بدور ( المفعول به ) تحت ذرائع أن ( حزب الكنبة ) الــــفاسد يقبل ما لا يقبله الميدان ... ليخــــتبئ فيه المغــــرضون و المـــخربون والمتحولون و المفسدون دون رقيب ... و هذا ما يحتاج أن نواجه بـــأهمية بالغة لحماية مكتسبات الثورة .
حتى لا نقول يوما
بأننا عندنا ثورة و ثوار و نحتاج إلى شعب يستحق الحرية .
بقلم - إسلام البارون
0 التعليقات:
إرسال تعليق