انغمست بعنفوان فضولى فى مراهقتى الأولى ... أصبح لكل وجه أراه مساحة تسمح له بالتعلق لمدة فى ذاكرتى و قد تجذبه رغبتى المتعطشة إلى اكتشاف " عالم " يختبأ خلف ابتسامة مفتوحة بحساب .. و حجاب أبيض مدرسى بلون عذرية لم ينتهك بعد بتجارب أليمة .... و فى خطواتى الأولى داخل هذا العالم ... قابلتها بزيها " الرمادى " المدرسى الذى لم تغيره طوال مدة معرفتى بها و حور بسيط يطغى على حركة عينيها ... ببعض الابتسامات و النظرات و اختلاق أعذار لإطالة زمن الحديث و اللقاء .. صرنا ؟؟ .. لا أعرف قل أصدقاء - مجرد آدم صغير يعرف حواء صغيرة تجمعهم حالة من فضول الاكتشاف.. لم أحددها إلى الآن .. كل ما أعرفه إننا كنا يوميا بحكم الاشتراك فى طريق العودة للمنزل كنت أشعر بسعادة .. و اكتمال بحلم التلامس مع عالم حواء بشكل مبكر .
و مع تكرار اللقاء ... ظن قلبى المتسرع بأن هذا هو الحب .
و قررت ... أن أفرغ حمولة ضلوعى من مشاعر و أحاسيس تتلاطم منذ فترة على ورقة خطاب ... خطابى الأول . حقيقية لا أتذكر ماذا كتبت أو كيف كتبت ؟ ... لكنى اتذكر ترددى المفرط و أنا أغامر بإعطائها الخطاب و دقات قلبى تصاحب رعشة يدى ... أخذته
وانتظرت انا الرد
و مع تكرار موعد اللقاء الجديد وجدتها قد أخبرت الجميع ... و تركتنى أواجه تعليقات لم يجهز لها عودى الأخضر بعد .... اعترف أنى اختلقت عذرا بل تنكرت بأنى صاحب هذا الخطاب ... و بداخلى أكلنى ندم
و كرهتها ... بنفس الدرجة
و يومها عدت بمفردى ... تاركا إياها بحماقتها ... و تناثرت مشاعرى سريعا و حلت محلها جروح و ثأر لكرامتى ..
و مرت أيام ..
تقابلنا ... تبادلنا نظرات و ابتسامات محشوة لغة صامتة بارده ... حاولت هى أن تدعى تجاوزها لهذا الموضوع و لم أنجح أنا و لم أسامح
و تحولنا فى العلن إلى نديين .. طفولين .. باردين .. و تباعدنا أكثرفأكثر .
وحين نلتقى مصادفة ... ندعى الانتصار و معرفة اشخص الأفضل
و اختفت ..
و نسيتها ..
لكنى عندما اكتب الآن يفاجئنى نفسى الإحساس لها ... بالكراهية .!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق