لم يغفل الشعب المصرى على مدار تاريخه الدينى و الاجتماعى مع اقتراب أى مناسبة عن تبادل التهانى والدعوات الـتى تتغير نكـــهتها مع تبدل طبيعة المــناسبة.. وفى الأونة الأخيرة انتشرت بأشكال عدة مع ظهور و تتطور وسائل خدمة الرسائل القصيرة sms التى عادة يـؤدى التهافت عليها إلى حدوث تخمة فى اســـتيعاب شبكة الاتصالات ومنها طبعا إلى خزائن أصحاب تلك الشركات ... حــيث تعترى المصريين الذين يعتزون بمناسباتهم حــالة من الرغبة فى التواصل والتسابق الاجتماعى من أجـل تبادل عبارات تهنئة كلها تقول فى النهاية ( كل سنة وأنت طيب ).
تلك العبارة العادية التى تلازم حياتنا الاجتــــماعية خـاصة أثـــــناء الصلـــح بـــين متخاصمين أو تهدئة حالة انفعال أو أحيانا لمــــد جسور الحديث بين متعارفين ...هكذا قبلنا بها بيننا ... لما فيها من ارتـــياح نفـــسى و معانى ضمنية إنســـانية جميلة لكن مع تغير طبيعة حياة المصريين فى السنـوات الأخيرة وما تخللها من ضغوط مـادية واجتماعية وأخــــلاقية أطاحت بـكل ( طيب ) فى مصر حـتى أثرت على لغة المواطن و خلقت داخلنا إزدواجا فى المعانى أفرغ فى طريقه تلك العـــبارة من مضمـــونها الحقيقى . حتى أصبح لدينا " معنى أصلى " نعرفه و معنى " مضروب " نتبادله بلهجة تجار السلع الصينية الجدد .
فنجد الحكومة تستفيد من الأثر المهدئ لتلك العبارة عند إجراء تغيير جديد فى قائمة أسعار المواد الأساسية... فالمواطن أصبح يتوقع ذلك كثيرا مع كل مناسبة ,كذلك ينتظر زيادة أخرى من التجار الذين اسقطوا تحت تفشى الإهمال أو عبر منافذ الرشوة حق الـــرقابة العادلة للأسواق لأن " الحكومة بقت فى جيبهم " على حساب المـــواطن الذى إذا تجرأ و سأل عن السبب الزيادة غير المبررة سمع جملة مباشرة " كل سنة و إنت طيب " وهى تعنى منهم ( أقبل بالأمر الواقع) وعلى المواطن طبعا أن يقبل ...حتى يعود المواطن أهل بيــته ( طيب ) دون إهانة إذا احتج أو بهدلة تذهب فيها كرامته .
هذا طبعا بجانب الاستخدامات المتعددة لها داخل المصالح الحكومية .. فتارة يستخدمها المواطن حتى ( يحنن ) قلب الموظف الذى وقعت مصلحته تحت يده ومرة أخرى يستخدمها الموظف ضد المواطن لتمهيد هروبه أو تأجيله المتعمد تنفيذ المصلحة ... ويخضع المواطن لها مضطرا و لايخفى طبعا إنها تستــــــخدم أحيانا كثيرة كـــ ( سيم ) مقنع لطــــلب الرشوة من قبل مسئولى جهاز الدولة
والتى كان أخرها حادثة القبض على مدير الإشغالات والمرافق بمجلس مدينة منيا القمح متلبسا بتقاضى رشوة من أحد التجار مقابل إنهاء إجراءات تــنظيم معــرض لمستلزمات رمضان الماضى بالمدينة.
وأترك لك أن تتخيل أيضا استعـــمالتها المتـــجددة فى شـوارع مصر من متسولين بستخدمون تلك العبارة لمغازلة جيوبك ... فهى تعنى فى لغتهم " ورينا فلوسك " وقد تجدها بين ابتسامات و سلامات وصاية من شخصيات قد لا تعرفك بقية السنة تصاحبها بطريقة تعنى " خليك فاكرنى فى أى قرش أو مع أى مصلحة . وناس قد لا تعرفها أصلا تقولها لك على أساس ( إل يجى منه أحسن منه ) .. ومع كل غــــرض يتغير المعنى .. حــــتى توارى المعنى الأصلى إلى الظل ... وتحولت العبارة إلى سلعة
تغيرت حـــياتنا كمصريين ... ومعها بدأنا نفقد لغة تواصل أصيلة تحت ضيق الظروف وتغير مناخ الحـــــياة المواطن .. حتى اكتست أبسط عـبارة نتبادل فيها أفراحنا و مناسبتنا بلغة المادة و الاستغلال و النـظرة إلى حياة الناس و " السبوبة " و الطبفية فى زمن أعتاد الناس فيه على تزييف " الأصلى "و تقديم المضروب .
تلك العبارة العادية التى تلازم حياتنا الاجتــــماعية خـاصة أثـــــناء الصلـــح بـــين متخاصمين أو تهدئة حالة انفعال أو أحيانا لمــــد جسور الحديث بين متعارفين ...هكذا قبلنا بها بيننا ... لما فيها من ارتـــياح نفـــسى و معانى ضمنية إنســـانية جميلة لكن مع تغير طبيعة حياة المصريين فى السنـوات الأخيرة وما تخللها من ضغوط مـادية واجتماعية وأخــــلاقية أطاحت بـكل ( طيب ) فى مصر حـتى أثرت على لغة المواطن و خلقت داخلنا إزدواجا فى المعانى أفرغ فى طريقه تلك العـــبارة من مضمـــونها الحقيقى . حتى أصبح لدينا " معنى أصلى " نعرفه و معنى " مضروب " نتبادله بلهجة تجار السلع الصينية الجدد .
فنجد الحكومة تستفيد من الأثر المهدئ لتلك العبارة عند إجراء تغيير جديد فى قائمة أسعار المواد الأساسية... فالمواطن أصبح يتوقع ذلك كثيرا مع كل مناسبة ,كذلك ينتظر زيادة أخرى من التجار الذين اسقطوا تحت تفشى الإهمال أو عبر منافذ الرشوة حق الـــرقابة العادلة للأسواق لأن " الحكومة بقت فى جيبهم " على حساب المـــواطن الذى إذا تجرأ و سأل عن السبب الزيادة غير المبررة سمع جملة مباشرة " كل سنة و إنت طيب " وهى تعنى منهم ( أقبل بالأمر الواقع) وعلى المواطن طبعا أن يقبل ...حتى يعود المواطن أهل بيــته ( طيب ) دون إهانة إذا احتج أو بهدلة تذهب فيها كرامته .
هذا طبعا بجانب الاستخدامات المتعددة لها داخل المصالح الحكومية .. فتارة يستخدمها المواطن حتى ( يحنن ) قلب الموظف الذى وقعت مصلحته تحت يده ومرة أخرى يستخدمها الموظف ضد المواطن لتمهيد هروبه أو تأجيله المتعمد تنفيذ المصلحة ... ويخضع المواطن لها مضطرا و لايخفى طبعا إنها تستــــــخدم أحيانا كثيرة كـــ ( سيم ) مقنع لطــــلب الرشوة من قبل مسئولى جهاز الدولة
والتى كان أخرها حادثة القبض على مدير الإشغالات والمرافق بمجلس مدينة منيا القمح متلبسا بتقاضى رشوة من أحد التجار مقابل إنهاء إجراءات تــنظيم معــرض لمستلزمات رمضان الماضى بالمدينة.
وأترك لك أن تتخيل أيضا استعـــمالتها المتـــجددة فى شـوارع مصر من متسولين بستخدمون تلك العبارة لمغازلة جيوبك ... فهى تعنى فى لغتهم " ورينا فلوسك " وقد تجدها بين ابتسامات و سلامات وصاية من شخصيات قد لا تعرفك بقية السنة تصاحبها بطريقة تعنى " خليك فاكرنى فى أى قرش أو مع أى مصلحة . وناس قد لا تعرفها أصلا تقولها لك على أساس ( إل يجى منه أحسن منه ) .. ومع كل غــــرض يتغير المعنى .. حــــتى توارى المعنى الأصلى إلى الظل ... وتحولت العبارة إلى سلعة
تغيرت حـــياتنا كمصريين ... ومعها بدأنا نفقد لغة تواصل أصيلة تحت ضيق الظروف وتغير مناخ الحـــــياة المواطن .. حتى اكتست أبسط عـبارة نتبادل فيها أفراحنا و مناسبتنا بلغة المادة و الاستغلال و النـظرة إلى حياة الناس و " السبوبة " و الطبفية فى زمن أعتاد الناس فيه على تزييف " الأصلى "و تقديم المضروب .
0 التعليقات:
إرسال تعليق