لأننا كشعب مصرى نعشق - الدين - نؤمن بالفطرة بمعنى الأخلاق و الحلال و الحرام و الجنة و النار و الدنيا و الأخرة و غيرها من مقومات الدين التى يجتمع عليها كل مصرى سواء مسيحى أو مسلم كل على دينه ... لذلك جاءت الراقصة و مهنتها فى ذيل الترتيب الاجتماعى للمجتمع المصرى بل يتم التعامل معها كآفه صريحة ... و لأن ( من رقص نقص ) و لأنها دخلها المشبوه تأتى به من ( عرق جسدها ) فى صالات الرقص و أماكن أخرى أحيانا و علاقات ضبابية مع كل أنواع الرجال .
و رغم إدعاء البعض أن المجتمع تغير بعد انفتاحه على العالم مع عصر الفضائيات إلا أن الراقصة مازالت على الأقل بين الطبقة الوسطى و الدنيا رمزا ( للحياة الحرام ) يجب ان لا يقبل منها أى شئ رغم موائد الرحمن التى تحتاج بفخامتها ميادين مصر الشهيرة خلال شهر رمضان الكريم و التى تحتاج إلى تلال من الفتوى ( عشرة تحلل ... و مئة تحرم ) أما رحلات الحج و العمرة لهن فهى تثير الضحك و السخرية على الأفواه ... ( فما آتى من حرام .. فهو حرام و النار أولى به ) ... و هكذا اختذلنا كل الحياة - ( الحرام ) فى حياة الراقصة . وبدونها المجتمع يعيش حياة ( تتقى الله ) - هكذا أقنعنا أنفسنا .
لكن بنظرة موضوعية يديرها العقل و ليس القالب النمطى الجاهز الذى أصبح يختبئ خلفه ألاف و ملايين من مواطنى مصر الذين يتحكمون فى مصالح الشعب المصرى على مختلف الأوجه و هم يديرون حالة ( رقص منفرد و جماعى ) فى ساحات الفساد الإدارى و ضياع دور الرقابة الحقيقية التى أصبحت بدورها فقط تراقب - من ( أين تؤكل الكتف ) - ( السبوبة ) - ( المصلحة ) - ( الوليمة ) - ( النحتاية ) ..( البيضة الدهب ) حتى أصبح كل شئ و أى شئ له ثمن حتى لو كان الموت نفسه .... فأصبح لدينا موظفين فى جهات حكومية تقترن اسمائهم ( بالتسعيرة ) الخاصة باستغلال منصبه إذا كنت تحتاجه .. أو ( إتاوات البلطجة ) إذا كان يحتاجك هو كفريسة ... و عندما أقارن كمواطن مصرى يتعامل مع ...
موظفوا الحى و البلدية و مهندسوا الأحياء - موظفوا الشهر العقارى - عساكر و مخبرى و أمناء الشرطة فى كل مكان تراهم فيه - و أطباء التأمين الصحى وعياداتهم الخارجية - و دكاترة الجامعة و كتبهم المفروضة على الطلبة - و السعاة - و موظفى الجمارك - و السجلات المدنية - ووساط التعيين فى كل وظيفة أو هيئة - حتى ( التربية ) فى المقابر و الخفراء و الحقراء و أى من يدعى بأن لديه باب من السماء
و الرااااااااااااقصة
أرى أن معظم بيوت مصر الآن أصبحت تقوم أساسا على حصيلة ( الراشى و المرتشى ) وأن هناك جيلا يأكل و يلبس يعيش و بكل رضى من ( مال الحرام ) بل و يحسبه نوع من الفهلوة و الشطارة و الحظ بل و يرى فى نفسه قدوة و مثار حسد من الأخرين و إن ( ربنا فتحها عليه !!!! )
.. حيت يدعى بعضهم الإيمان فمنهم من تنعكس الشمس على ( علامة الصلاة الزبيبة ) تزين جبهته و أخرون لا يفوتون لمرة ( قداس الأحد ) فى كنائسهم ... و الكل يظن أنه طالما لم يرتدى بدله رقص فهو فى ( السليم ) . و كأن الرقص فقط هو ( هز الوسط ) من أجل المال .
لذلك كمواطن مصرى موضوعى أصبحت أرى الراقصة تتقدم اجتماعيا كثيرا على بيوت و أسر مصرية تدعى ( النبوة ) من الشرف ... بينما الحقيقة هى كل العكس .. فالراقصة تعتبر الأكثر وضوحا منهم و الأقل أذى منهم و لا تدعى حق ( دخول الجنة ) ففى هذه المعادلة راقصات مصر هم الأكثر ( شرفا ووضوحا ) لأنها من البداية اختارت طريقها المشبوه بوضوح .
فى مجتمع باتت ترقص أغلب بناته فوق ( الترابيزة ) .... ورجاله أصحاب السلطة الوظيفية يرقصون بطمعهم الذى لا ينتهى ( تحتها ) .
داخل مجتمع يرتفع فيه آذان الأزهر و يرن فيه جرس الكنائس .. و هما يعلنان دائما رفض هذا ( الرقص ) الحرام .
0 التعليقات:
إرسال تعليق