من أساسيات المذيع الناجح ... الثقافة و الحضور و الكاريزما و المهنية العالية و فوق كل ذلك ( أدب الحوار ) ولكن استوقفتنى حلقة يوم الخميس من برنامج ( 48 ساعة ) المذاع على قناة المحور حين استضاف مذيعا البرنامج التى يظهر فيه بكل وضوح ( الكعب العالى لشخصية المذيعة على المذيع الذى اعتاد أن يتبع كل ما تفعله المذيعة ) على الهاتف د/ عصام العريان - المتحدث باسم مكتب الإرشاد للأخوان المسلمين - و نجد أن الدكتور ( لاحظ اللقب و هو دكتور جامعى ) بدأ حديثه بالسلام المهذب لكل من مذيعى البرنامج كما حياهم على فقرتهم الخاصة بإدانة الهجوم الإسرائيلى على قافلة الحرية ... ثم تم نقل الحديث إلى موضوع الاستضافة حول مدى مساندة الأخوان لحملة الدكتور ( لاحظ أيضا اللقب ) محمد البرادعى فى حملة التوقيعات ... و أجاب الدكتور عصام بما يتناسب مع فكرة و توجهاته ... لكن و لأن الحديث بالحديث يذكر جاءت سيرة انتخابات الشورى التى قال عنها الدكتور عصام رأيه بأنها ( مزورة ) و ما أن نطق بهذه الكلمة حتى دخلت ( المذيعة المحترفة مجازا ) فى وصلة ضحك بصوت يطغى على صوت الدكتور حتى إنها لم تنه المكالمة معه بشكل لائق وطبعا تبعها المذيع ( الظل ) بالضحك أيضا ... و كأن المتحدث كان يلقى نكاتا للترفيه
و أنا كمشاهد و إعلامى رغم عدم انتمائى الفكرى لما يؤمن به الدكتور -عصام العريان إلا أنى يجب أن أذكر ( مذيعى ) البرنامج بمقولة ترددت من وراء المحيط على لسان الثائر ( جيفارا ) يقول فيها ... "
قد لا أؤمن بما تقول ... لكنى على استعداد أن أموت من أجل أن تقول ما تريد بحرية " ( مع أنى لست شيوعيا بكل تأكيد ) ...كما أن هناك قاعدة إعلامية تقول -
أثناء محاورة ( سجين – أسير – متهم ) لا نقسو عليه أبدا ... فما بالك بدكتور جامعة - مصرى - ( حر )
و أليس كان من المفترض على ( مذيعة البرنامج ) التى اعتادت خلال حياتها المهنية أن لاتفصلها عن شخص الرئاسة أقل من نصف متر .. أن تعلم إنها مهما اختلفت مع وجهة نظر الضيف فهو يبقى له احترامه لدرجته العلمية و لأسلوبه المهذب و أخيرا و أولا .. لمصريته
أم أن صفة المصرية لا تكفى أن تحميه من وصله ضحك ساخرة ( متحيزة ) ضد كل ماهو مخالف ( للأجندة ) تضيع الشكل المهنى
والمحايد للإعلام....!!!
( 2 )
فى فقرة منفصلة من نفس البرنامج قامت المذيعة ( الرئاسية ) باستضافة كلا من الأستاذ هانى عزيز - ممثل قداسة البابا شنودة و مجدى وليم ( طليق الفنانة المسيحية المشهورة ) من أجل النظر فى قضية ما يعرف بالزواج ( الثانى ) عند الأقباط المصريين ... و طبعا عند إدارة مناظرة حساسة يتداخل فيها الدين و القانون فى سابقه غير معتادة يجب على المذيع ( الطبيعى ) أن ينأى عن مواقف الأطراف و يغلب الحياد و فوق ذلك عليه أن يلم بكل جوانب القضية ( دينيا - و قانونيا ) - رغم أن المذيعة تدين بالإسلام لكن يجب عليها أن تقرأ عن ذلك أو تسأل عن ذلك حتى لا تظهر بمظهر المستمع و ليس المحاور الباحث عن الحقيقة و الحل ... و داخل الفقرة كان جليا أولا وجود موقف شخصى من الدكتور هانى عزيز ضد مجدى وليم المتقاضى مع الكنيسة ( و هذا حقه ) و دارت مناقشة ( تائهة ) تحاول فيها المذيعة أن تدير فيها ( زفة دعم لموقف الكنيسة ) دون أن يكون عندها هدف - التوصل لحل وسط - لجهلها الواضح بكيفية تعامل الحياة الكنيسية بهذه التعاملات - كما إنها فقدت عدة مناطق هامة للسؤال كانت كفيلة أن تجعل من المناظرة ساخنة جدا و أيضا أن تجد حلا عمليا بدلا من أن تتجمد بصمت صريح أمام سؤال مجدى وليم عندما قال لها ...
ما هو الحل ؟
و لم تعرف ماهو الرد - رغم أن مجدى وليم طالب بكشف الحقيقة كاملة و كان متاحا أن يحصل مجدى وليم على الأقل على فرصة لتوضيح موقفه ... لكن المذيعة ( جهلت أحيانا ... تراجعت أحيانا .. تواطأت بنوع من الاستسهال أحيانا ... غابت عن هدف المناظرة أحيانا )
وكانت المحصلة فعلا للضيوف و للمشاهدين
- صفر مدور - و بدلا من مشاهدة مناظرة حقيقية قائمة على العلم بمجريات الأمور وجدناها مجرد لقاء فاتر بلا نتيجة
و لم اتخيل بعدها .. ماذا لو كانت المحاورة هى - ( أوبرا وينفرى ) - ؟؟ و المناظرة بين رئيسى دولة و ليس أفراد من الشعب .
و اترك لكم باقى التخيل
أمام قضية يقف فيها الدين و القانون وجها لوجه على أرض مصر .
يتعامل معها الإعلام بطريقة - تضيف سلبية جديدة على قائمة السلبيات و نقاط الضعف نتيجة ( مواقف شخصية مبرمجة )