( 1 )
ثلاث نقاط لا غير في بياض الورق ... تضيف مربعا غير مقصود ... تقطعه إلى أجزاء ببعض خطوط الطول ... تؤكدها بتكرار مضغوط للحبر الأزرق ... تغرس ارتعاشة خدها الغاضب فى تجاويف قبضتها المضمومة تنتظر لحظه موت ضحكته المجلجلة داخل حديثه الهاتفى التى تزحف على تقاسيم أذنيها رغم انتصاب الباب المغلق بينهما ... تسقط كلمتين من دوامة تشتت تتلاعب برؤوس فكرتها و ملامح شخصيتها - ( عزيزة )– أمام إصرار مخليتها على إسقاط صورة ذهنية كاملة عنه ... السـيجارة فى يديه و نظارة داكنة على عينيه و بذله كاملة تتألق على جسده المنتفش و هو يمشى بخطى مرسومة متصلبة تدق خشب الأرضية ... يهز سلسلة مفاتيحه بيده ... حتى رائحة عطره الفرنسى الذى تكره رغم اسمه المعروف .
- آه ... بدى أمنع هيدا العطر .
صوت ارتداد الباب الخارجى خلفه ... تركها هى و الصمت و رحابة الفراغ .. تهوى على أوصالها بشحنة انتعاش مفاجئة اعتادت أن تطلقها بعد كل مرة يغادر فيها و هو الذى ألبس حياتها قالبا من الجبس بعد عملية زواج ... أشبه بفخ .
.. تطلق بسرعة سيلا من الكلمات ... تصف شخصياتها - ( عزيزة )-
- سأجعلهم يعرفونها مثلى فى الندوة ... - رغم أنفه -
تجمع أوراقها ... تدقق فى الترتيب
5-4-3-2- ... صفحة أولى - ( فلب عزيزة ) -
و تمضى ...
( 2 )
بذراعين يتقاطعان بتضاد مقصود على حقيبة أوراقها تـتجه إلى حيث أعتادت أن تراه يجلس في مكانه المعتاد بالندوة و رأسه الأصلع اللامع ينبثق من داخل كوفيته الشعبية .. لهجتها الشامية ميزت تحيتها للجميع .. سقطت على الكرسى المجاور الذى ينتظر دوما حضورها ... حيته مرة أخرى بشكل خاص قبل أن يباغتها أ- / على هاشم رئيس الندوة بسؤاله .
- قدرتي تكتبي حاجة ؟
- حاولت
- محمد خيري ... هيقرا الأول .
توافق بضحكة مفتوحة مضمومة ... تنشغل بترتيب ترتيب شخصيات قصصها ..." بيجة " .... " الشيخ خلوصي " ... " ثلامه " ... لكنها تبحث أكثر عن قصتها - " قلب عزيزة " -
فهى تنوى أن تجعلهم يعرفون كيف تستمد من قلب خادمتها الطيب القدرة على قطع رقاب الملل المطلة على حياتها معه .. تنتبه لنبرة صوته المعتقة بحكايات شوارع المدينة الخلفية وهو ينطلق ببداية قصته يتخذ من لهجتها ... قضيتها ... أحلامها – ( بطلة ) -
- " هى تقرأ طوال الليل ... و أنا أكتب طوال الليل " .
كلماته عنها ... أعادت ضفائرها العذراء إلى " جبل النار " وهي تذهب وتعود مع أختها " ثلامه " تبحثان عن أخيهما " صيام " حتى عرفا إن ذئاب يعقوب قد ذبحوه على نافورات روما ... يواصل قراءته
بطريقته الخاصة و هو يعيد عليهم مقتطفات منها تتناسب قصته هو ... و هى بجواره تجمع عناصر امرأة حية تولد من نظرات الحاضرين التى تتسابق على إظهار لمعة الإعجاب .
- رغم حصاره .. ضل إلي حدا عم بيشعر فينى .
يتلون بدرجات الصوت معه مقتطفات عمرية لها .... أحيانا يتصفح منها بعض الهوامش الداخلية
كما تشتهى أحداث قصته لكن بدون مقدمات أقحمه أمامها بعطره الفرنسى داخل قصته ... تلتفت إليه بحاجب يشتبك بارتفاع الصدمة مع تراكم تجاعيد دهشتها .
- حتى أنت ... ؟!!!
إنها تعرف فى الخلفية بأنه رغم اختباءه وراء حكايات غرفته التـي فقدت إنسانيتها حين رحلت عنها رفيقة عمره" هناء " إلا إنه يعيش لها معنا إنسانيا خاصا ... لكن يهتم الآن بقصته أكثر منها لدرجة تدفعه إلى هذا الاقتحام غير المبرر رغم علمه بكل أجزاء الحقيقة .
- الكل عم بيصر أن يجعلني جزءا منه...حتى هو !! ... هذا الرجل الأصلع
.. هذا الرجل الشعبى ..
.. هذا الرجل الشيخ الجميل .. كيف يجرؤ ؟
هرولت عنه و عن قصته بروحها المضطربة إلى هناك ... حيث بيت " ثلامة " الذي تميزه شجرة تفاح أخضر تتذكر عندما تمددت بطول و عرض حالة تمرد ماضية على عطره الفرنسى لتراقب وحدها الشهب تهوى إلى " وادى رام " بصحراء الأردن .. لكنه أعادها بقرار عدالة عمياء ... لتحمل مرة أخرى ضيقها فى صدرها
- ليش عم بيرانى الكل مجرد ظل موصول فيه .
يرفع نبرة صوته مع حركة سريعة بالرأس تسحبها من جديد إلى قصته التي نال بسببها جزاء إداريا عندما ضبطه المدير يكتب عنها أثناء الودرية ... لكنه فضلها هى
- " ووجدت محطة مكتوب عليها " سناء ".
تنبهت لكونها عادت في قصته بطلة مستقلة تتصدر قاموسه الذكورى بل إنه يرواد بها مخلية أحلام خضراء تشب بفضول داخل شبـاب الندوة ..." إسلام البارون " الذي تذكـره دوما بأن لها ابنا في مثل ســنه ... و"هاني عادل " المحامى الشاب المبـهور بلهجتها الشامية ... لكن أين هي مع الأخر ؟
ففي كل مرة كانت تـثــور بطنها و تخمد بسببه تسأله .
- أنا وين ... ؟
- وين ؟ ... أنت !!
نبرته المستهزئة تبعدها عنه أكثر ... لعبة الأعصاب التي يجيدها أجبرتها على إعلان الانتفاضه أكثر من مرة .. لكن أولادها يقفون فى المنتصف فتلقى تحتهم أحجار ثورتها مضطرة بقهر مغلوب .
- آه ... إذ عم بيعرف إنى هون صرت شئ حقيقى راح يقيدنى .
- ما راح أبدا أكون من جديد ... إلا أنا .
" سناء ... هي الوحيدة التي ادخلتنى الندوة "
بنشوة كلماته المضيئة التى تحسها تسرى فى أوصالها , تزحف فوق يأسها المتكوم فى نظرة حزينة تنفيه للخلف ... تعيد لعينها درجة اللمعان المطلوبة للحياة ... تجوب بحقيقتها بين أبعاد جغرافيا مشبعة بالقضية .
غــزة
الأردن
مصر
الأردن
مصر
تعود ... و تذهب ... ثم تعود لتواصل بطولتها كاملة في قصته .
ثلاث نقاط لا غير في بياض الورق ... تضيف مربعا غير مقصود ... تقطعه إلى أجزاء ببعض خطوط الطول ... تؤكدها بتكرار مضغوط للحبر الأزرق ... تغرس ارتعاشة خدها الغاضب فى تجاويف قبضتها المضمومة تنتظر لحظه موت ضحكته المجلجلة داخل حديثه الهاتفى التى تزحف على تقاسيم أذنيها رغم انتصاب الباب المغلق بينهما ... تسقط كلمتين من دوامة تشتت تتلاعب برؤوس فكرتها و ملامح شخصيتها - ( عزيزة )– أمام إصرار مخليتها على إسقاط صورة ذهنية كاملة عنه ... السـيجارة فى يديه و نظارة داكنة على عينيه و بذله كاملة تتألق على جسده المنتفش و هو يمشى بخطى مرسومة متصلبة تدق خشب الأرضية ... يهز سلسلة مفاتيحه بيده ... حتى رائحة عطره الفرنسى الذى تكره رغم اسمه المعروف .
- آه ... بدى أمنع هيدا العطر .
صوت ارتداد الباب الخارجى خلفه ... تركها هى و الصمت و رحابة الفراغ .. تهوى على أوصالها بشحنة انتعاش مفاجئة اعتادت أن تطلقها بعد كل مرة يغادر فيها و هو الذى ألبس حياتها قالبا من الجبس بعد عملية زواج ... أشبه بفخ .
.. تطلق بسرعة سيلا من الكلمات ... تصف شخصياتها - ( عزيزة )-
- سأجعلهم يعرفونها مثلى فى الندوة ... - رغم أنفه -
تجمع أوراقها ... تدقق فى الترتيب
5-4-3-2- ... صفحة أولى - ( فلب عزيزة ) -
و تمضى ...
( 2 )
بذراعين يتقاطعان بتضاد مقصود على حقيبة أوراقها تـتجه إلى حيث أعتادت أن تراه يجلس في مكانه المعتاد بالندوة و رأسه الأصلع اللامع ينبثق من داخل كوفيته الشعبية .. لهجتها الشامية ميزت تحيتها للجميع .. سقطت على الكرسى المجاور الذى ينتظر دوما حضورها ... حيته مرة أخرى بشكل خاص قبل أن يباغتها أ- / على هاشم رئيس الندوة بسؤاله .
- قدرتي تكتبي حاجة ؟
- حاولت
- محمد خيري ... هيقرا الأول .
توافق بضحكة مفتوحة مضمومة ... تنشغل بترتيب ترتيب شخصيات قصصها ..." بيجة " .... " الشيخ خلوصي " ... " ثلامه " ... لكنها تبحث أكثر عن قصتها - " قلب عزيزة " -
فهى تنوى أن تجعلهم يعرفون كيف تستمد من قلب خادمتها الطيب القدرة على قطع رقاب الملل المطلة على حياتها معه .. تنتبه لنبرة صوته المعتقة بحكايات شوارع المدينة الخلفية وهو ينطلق ببداية قصته يتخذ من لهجتها ... قضيتها ... أحلامها – ( بطلة ) -
- " هى تقرأ طوال الليل ... و أنا أكتب طوال الليل " .
كلماته عنها ... أعادت ضفائرها العذراء إلى " جبل النار " وهي تذهب وتعود مع أختها " ثلامه " تبحثان عن أخيهما " صيام " حتى عرفا إن ذئاب يعقوب قد ذبحوه على نافورات روما ... يواصل قراءته
بطريقته الخاصة و هو يعيد عليهم مقتطفات منها تتناسب قصته هو ... و هى بجواره تجمع عناصر امرأة حية تولد من نظرات الحاضرين التى تتسابق على إظهار لمعة الإعجاب .
- رغم حصاره .. ضل إلي حدا عم بيشعر فينى .
يتلون بدرجات الصوت معه مقتطفات عمرية لها .... أحيانا يتصفح منها بعض الهوامش الداخلية
كما تشتهى أحداث قصته لكن بدون مقدمات أقحمه أمامها بعطره الفرنسى داخل قصته ... تلتفت إليه بحاجب يشتبك بارتفاع الصدمة مع تراكم تجاعيد دهشتها .
- حتى أنت ... ؟!!!
إنها تعرف فى الخلفية بأنه رغم اختباءه وراء حكايات غرفته التـي فقدت إنسانيتها حين رحلت عنها رفيقة عمره" هناء " إلا إنه يعيش لها معنا إنسانيا خاصا ... لكن يهتم الآن بقصته أكثر منها لدرجة تدفعه إلى هذا الاقتحام غير المبرر رغم علمه بكل أجزاء الحقيقة .
- الكل عم بيصر أن يجعلني جزءا منه...حتى هو !! ... هذا الرجل الأصلع
.. هذا الرجل الشعبى ..
.. هذا الرجل الشيخ الجميل .. كيف يجرؤ ؟
هرولت عنه و عن قصته بروحها المضطربة إلى هناك ... حيث بيت " ثلامة " الذي تميزه شجرة تفاح أخضر تتذكر عندما تمددت بطول و عرض حالة تمرد ماضية على عطره الفرنسى لتراقب وحدها الشهب تهوى إلى " وادى رام " بصحراء الأردن .. لكنه أعادها بقرار عدالة عمياء ... لتحمل مرة أخرى ضيقها فى صدرها
- ليش عم بيرانى الكل مجرد ظل موصول فيه .
يرفع نبرة صوته مع حركة سريعة بالرأس تسحبها من جديد إلى قصته التي نال بسببها جزاء إداريا عندما ضبطه المدير يكتب عنها أثناء الودرية ... لكنه فضلها هى
- " ووجدت محطة مكتوب عليها " سناء ".
تنبهت لكونها عادت في قصته بطلة مستقلة تتصدر قاموسه الذكورى بل إنه يرواد بها مخلية أحلام خضراء تشب بفضول داخل شبـاب الندوة ..." إسلام البارون " الذي تذكـره دوما بأن لها ابنا في مثل ســنه ... و"هاني عادل " المحامى الشاب المبـهور بلهجتها الشامية ... لكن أين هي مع الأخر ؟
ففي كل مرة كانت تـثــور بطنها و تخمد بسببه تسأله .
- أنا وين ... ؟
- وين ؟ ... أنت !!
نبرته المستهزئة تبعدها عنه أكثر ... لعبة الأعصاب التي يجيدها أجبرتها على إعلان الانتفاضه أكثر من مرة .. لكن أولادها يقفون فى المنتصف فتلقى تحتهم أحجار ثورتها مضطرة بقهر مغلوب .
- آه ... إذ عم بيعرف إنى هون صرت شئ حقيقى راح يقيدنى .
- ما راح أبدا أكون من جديد ... إلا أنا .
" سناء ... هي الوحيدة التي ادخلتنى الندوة "
بنشوة كلماته المضيئة التى تحسها تسرى فى أوصالها , تزحف فوق يأسها المتكوم فى نظرة حزينة تنفيه للخلف ... تعيد لعينها درجة اللمعان المطلوبة للحياة ... تجوب بحقيقتها بين أبعاد جغرافيا مشبعة بالقضية .
غــزة
الأردن
مصر
الأردن
مصر
تعود ... و تذهب ... ثم تعود لتواصل بطولتها كاملة في قصته .
0 التعليقات:
إرسال تعليق