منقول عن مدونة : مرفوع من الخدمة
تحقيق جميل جداضجيجه المتصل، ولونه الأزرق المميز، يعدان من معالم مدينة الإسكندرية (220 كلم شمال غربي القاهرة)، مقاعده الحمراء الوثيرة تمنحك شعورا بالاسترخاء، على الرغم من اهتزاز عرباته، ورغبة في ملاحقة روح المدينة، التي تمر من جانبك في متعة غريبة، لن تجدها سوى في ترام الإسكندرية، التي يبلغ عمرها الآن 149 عاما.وعبر تاريخه الطويل، ظل الترام يمثل نزهة ترفيهية لسكان المدينة وللسياح، فالرحلة عبر الترام ذي
--------------------------------------------------------------------------------
لعربات الصفراء، والمكون من عربتين تأخذك في قلب المناطق الشعبية بالإسكندرية، ومن أشهر محطاته، محطة قصر رأس التين، وهي مجاورة للقصر الملكي الفخم، ومحطة الرمل، والقائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة والنزهة وناريمان والورديان.أما الترام ذو العربات الزرقاء فيمنحك جولة في الأحياء الراقية بعروس البحر المتوسط، مثل رشدي وباكوس وصفر وشوتز وزيزنيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء استمدت أسماءها من أسماء الأجانب من البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها.وتوجد بالترام الأزرق عربة مخصصة للسيدات فقط، وعربة للرجال، وعربة مختلطة، إلا أنه في معظم الأحيان تجد أن السيدات تقتحم العربات المخصصة للرجال للزحام الشديد في عربات السيدات. ويتلاقى الترام الأزرق مع الأصفر في محطة الرمل، أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذي انطلقت منه أول رحلات الترام.ويبدأ ضجيج الترام في تمام الساعة الرابعة فجرا، ليستقله العمال في الذهاب إلى الورش والمصانع، ويستمر في العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وسعر التذكرة يبلغ 25 قرشا، وبعد الساعة الحادية عشر ليلا تبلغ قيمتها 50 قرشا (الجنيه يساوي 100 قرش)، وهناك ترام من عربة واحدة ذات درجة سياحية، وتكلفة تذكرتها جنيه واحد (الدولار يساوي 5.5 جنيه)، وهي بلا أبواب، ونوافذها عريضة، بحيث يتمكن الراكب من مشاهدة بانوراما للمدينة، ويستشعر نبضاتها.وحتى قيام ثورة يوليو (تموز) عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء.«ترام الإسكندرية يجسد أحلى ذكرياتي» بهذه الكلمات بدأ باتريك باراسكيباس (55 عاما)، وهو يوناني يقيم في الإسكندرية منذ نعومة أظفاره، الحديث عن علاقته بالترام، مضيفا «التقيت في الترام زوجتي العزيزة، وكنت أنتظرها يوميا في الترام لأراها ونتحدث حتى تأتي محطتها، وكنا نذهب فيه سويا للجامعة».ويقول باراسكيباس: «كان الترام بالنسبة للشباب متعة، وكان مكانا للقاء الفتيات والشباب والتعارف فيما بينهم».أما منال سعد (44 عاما)، فتقول: «أستريح للترام كوسيلة مواصلات حكومية آمنة، بدلا من ركوب المشروع (وهو لفظ سكندري يطلق على الحافلات الصغيرة «الميكروباص») خاصة وأنه يتيح الخصوصية للسيدات»، مشيرة إلى أنها «تستقله يوميا للذهاب إلى عملها، فيما يستقله أبناؤها للذهاب إلى مدارسهم».وتعدد منال مزايا الترام قائلة: «وسيلة مواصلات رخيصة، ويقينا انتظار وسائل المواصلات في ساعات الذروة، وقريب من منزلي، ويوفر لي ولأبنائي الأمان لأنه وسيلة عامة وأعطاله قليلة».بينما تقول منى محمود (22 عاما)، التي تستقل الترام يوميا من منزلها إلى مقر جامعة الإسكندرية بحي الشاطبي، «كنت أستمتع بركوب الترام أيام الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، أما الآن فقد أصبحت أعاني من الزحام المستمر، خاصة في العربة المخصصة للسيدات».ويعتبر الترام للعديد من سكان الإسكندرية شريانا حيويا في قلب المدينة، فقد ارتبط الخط الحديدي الداخلي بالإسكندرية بتعمير منطقة الرمل مع نهاية عهد الوالي محمد سعيد باشا، في عام 1860، وفي 16 أغسطس (آب) من العام ذاته بدأت قصة الترام، حين منحت الحكومة المصرية التاجر الإنجليزي السير ادوارد سان جون فيرمان، امتيازا لإنشاء خط سكك حديدية يصل ما بين الإسكندرية والرمل، مع الاحتفاظ بحق سحب الامتياز منه في أي وقت.وبعد مرور عامين، تأسست شركة مساهمة برأس مال قدره 12 ألف جنيه، مقسمة على 1200 سهم باسم Strada Ferrata Tra Allessandria Ramlea حيث تنازل السيد فيرمان، للشركة الجديدة عن حق الامتياز في مقابل حصوله على 30 في المائة من الأرباح خلال السنوات الثلاث الأولى، وفي سبتمبر (أيلول) من عام 1862م وضعت أول قضبان حديدية في منطقة مسلة كليوباترا (محطة الرمل حاليا)، ليشرع في مد الخط الحديدي، ليفتتح في 8 يناير (كانون الثاني) عام 1863، حيث تم نقل الجماهير في ذلك اليوم بواسطة قطار واحد من محطة الإسكندرية إلى محطة بولكلي، عن طريق مسجد سيدي جابر، وكان القطار يتكون من عربة واحدة درجة أولى، وعربتين درجة ثانية، وعربة واحدة درجة ثالثة، حيث كان يجره أربعة خيول. ومع تولي الخديوي إسماعيل زادت عنايته بتعمير الإسكندرية، فاعتني بحي الرمل، وأقام القصور بضاحية الرمل للإقامة بها صيفا، واهتم برعاية الخط الحديدي، وطورها لتستخدم القاطرة البخارية في 22 أغسطس عام 1863.أعقب ذلك إنشاء شركة «سكك حديد الإسكندرية والرمل» برأس مال قدره 110 آلاف جنيه إنجليزي، واستكملت مد الخط الحديدي من محطة سبورتنج إلى محطة مصطفى باشا، وأوقفت الشركة تشغيل الخط الآخر ـ خط جامع سيدي جابر، حتى تمت إعادته للعمل مرة أخرى عام 1926.وفي عام 1897م بدأت الشركة في ازدواج الخط ما بين محطة الرمل، ومحطة بولكلي، ليصبح هذا الخط هو الأساس، الذي تطور بعد ذلك ليصبح خط ترام الرمل الحالي. وفي شهر يونيو (حزيران) 1898، شهد خط الترام تطورا كبيرا، حين قررت الشركة استبدال القاطرات التي تعمل بطاقة البخار بأخرى تعمل بالكهرباء، إلا أن ذلك لم يتم سوى في الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) عام 1904، واستعملت العربات الكهربائية في نقل الركاب من ميدان محطة الرمل إلى محطة سراي رأس التين فقط، لأن المنطقة التي تمتد من محطة ترام السراي وحتى محطة المحمدية، أو فيكتوريا أو النصر حاليا خاصة بالخديوي عباس حلمي الثاني، وأصبحت متاحة للجماهير عام 1909م.أما ترام المدينة (الترام الأصفر) فقد أنشئت شركة بلجيكية لتشغيله عام 1897، باسم شركة «ترامواي الإسكندرية»، حيث قامت مع ظهور الترام الكهربائي فكانت السباقة إلى استخدامه، وقد بدأت هذه الشركة أعمالها حين ظهرت ضرورة ربط أجزاء المدينة القديمة بشبكة من الخطوط، لترتبط بعد ذلك بشبكة ضاحية الرمل لربط المدينة ببعضها.وبدأت الشركة برئاسة المسيو دوجاه، في مد الأسلاك الكهربائية في الفترة من سبتمبر (أيلول) 1896 وحتى أغسطس (آب) 1897، وأقيم الاحتفال بتسيير العربات الأولى في 11 سبتمبر (أيلول) 1897 بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني. وكانت المحطة الرئيسية في مينا البصل أمام مبنى بورصة القطن، حيث يتفرع منه ثلاثة خطوط، يصل أحدها إلى ميدان المنشية الصغرى «ميدان سانت كاترين حاليا»، يصل الثاني إلى منطقة المكس، والثالث يبدأ من شارع الميدان بميدان المنشية، ومنه يصل خط رابع إلى منطقة الجمرك (منطقتي الأنفوشي ورأس التين حاليا).وحول حفل افتتاح الترامواي، يقول أحمد شفيق باشا في مذكراته، حول عهد الخديوي عباس حلمي الثاني: «في 11 سبتمبر (أيلول) 1897 احتفل بافتتاح أول خط للترام بالإسكندرية، فاجتمع جمهور عظيم من الناس في شارع المنشية الصغرى مبدأ الخط الكهربائي، وأوقفت خمس عربات كهربائية لحمل المدعوين، وأعدت عربة مزينة بالأزهار لركوب الخديوي، وفي الساعة الخامسة حضر سموه فنزل وحي مستقبليه، وكان قد سبق سموه الغازي أحمد باشا مختار وكبار رجال المعية وحضرات النظار، بعد ذلك ركب الخديوي العربة المعدة له وسارت، وتلتها بقية العربات تقل المدعوين، إلى أن وصلنا إلى المكس، وبعد ذلك عدنا بها إلى المخزن العام بكرموز، حيث افتتح الخديوي المأدبة التي أقيمت هناك، وبعد ذلك عاد مع حاشيته إلى المنتزة».وبدأت خطوط الترام تمتد إلى دوائر أخرى عديدة ربطت ما بين الضواحي وقلب المدينة، مما أثر على اتجاهات العمران بالمدينة، وأصبح الأساس لشبكة الطرق بالمدينة، التي ما زالت تعتمد على غالبيتها للآن، فالإسكندرية لم تشهد أي تغيير كبير في شبكة الربط الداخلي خلال المائة عام الماضية، بخلاف القاهرة عاصمة البلاد.وفي 11 يونيو (حزيران) عام 1912م وموافقة الجمعية العمومية على قرار مجلس الإدارة الصادر في أول يناير من العام ذاته، الذي يقضي بتنازل شركة «ترامواي الإسكندرية» إلى شركة «سكك حديد الإسكندرية والرمل» عن إدارة خطوطها فقط، لتصبح تلك الشركة هي المسؤولة عن نقل الركاب بالترام، حتى تم تأميم هذا المرفق في أعقاب قيام ثورة يوليو (تموز) 1952
--------------------------------------------------------------------------------
لعربات الصفراء، والمكون من عربتين تأخذك في قلب المناطق الشعبية بالإسكندرية، ومن أشهر محطاته، محطة قصر رأس التين، وهي مجاورة للقصر الملكي الفخم، ومحطة الرمل، والقائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة والنزهة وناريمان والورديان.أما الترام ذو العربات الزرقاء فيمنحك جولة في الأحياء الراقية بعروس البحر المتوسط، مثل رشدي وباكوس وصفر وشوتز وزيزنيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء استمدت أسماءها من أسماء الأجانب من البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها.وتوجد بالترام الأزرق عربة مخصصة للسيدات فقط، وعربة للرجال، وعربة مختلطة، إلا أنه في معظم الأحيان تجد أن السيدات تقتحم العربات المخصصة للرجال للزحام الشديد في عربات السيدات. ويتلاقى الترام الأزرق مع الأصفر في محطة الرمل، أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذي انطلقت منه أول رحلات الترام.ويبدأ ضجيج الترام في تمام الساعة الرابعة فجرا، ليستقله العمال في الذهاب إلى الورش والمصانع، ويستمر في العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وسعر التذكرة يبلغ 25 قرشا، وبعد الساعة الحادية عشر ليلا تبلغ قيمتها 50 قرشا (الجنيه يساوي 100 قرش)، وهناك ترام من عربة واحدة ذات درجة سياحية، وتكلفة تذكرتها جنيه واحد (الدولار يساوي 5.5 جنيه)، وهي بلا أبواب، ونوافذها عريضة، بحيث يتمكن الراكب من مشاهدة بانوراما للمدينة، ويستشعر نبضاتها.وحتى قيام ثورة يوليو (تموز) عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء.«ترام الإسكندرية يجسد أحلى ذكرياتي» بهذه الكلمات بدأ باتريك باراسكيباس (55 عاما)، وهو يوناني يقيم في الإسكندرية منذ نعومة أظفاره، الحديث عن علاقته بالترام، مضيفا «التقيت في الترام زوجتي العزيزة، وكنت أنتظرها يوميا في الترام لأراها ونتحدث حتى تأتي محطتها، وكنا نذهب فيه سويا للجامعة».ويقول باراسكيباس: «كان الترام بالنسبة للشباب متعة، وكان مكانا للقاء الفتيات والشباب والتعارف فيما بينهم».أما منال سعد (44 عاما)، فتقول: «أستريح للترام كوسيلة مواصلات حكومية آمنة، بدلا من ركوب المشروع (وهو لفظ سكندري يطلق على الحافلات الصغيرة «الميكروباص») خاصة وأنه يتيح الخصوصية للسيدات»، مشيرة إلى أنها «تستقله يوميا للذهاب إلى عملها، فيما يستقله أبناؤها للذهاب إلى مدارسهم».وتعدد منال مزايا الترام قائلة: «وسيلة مواصلات رخيصة، ويقينا انتظار وسائل المواصلات في ساعات الذروة، وقريب من منزلي، ويوفر لي ولأبنائي الأمان لأنه وسيلة عامة وأعطاله قليلة».بينما تقول منى محمود (22 عاما)، التي تستقل الترام يوميا من منزلها إلى مقر جامعة الإسكندرية بحي الشاطبي، «كنت أستمتع بركوب الترام أيام الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، أما الآن فقد أصبحت أعاني من الزحام المستمر، خاصة في العربة المخصصة للسيدات».ويعتبر الترام للعديد من سكان الإسكندرية شريانا حيويا في قلب المدينة، فقد ارتبط الخط الحديدي الداخلي بالإسكندرية بتعمير منطقة الرمل مع نهاية عهد الوالي محمد سعيد باشا، في عام 1860، وفي 16 أغسطس (آب) من العام ذاته بدأت قصة الترام، حين منحت الحكومة المصرية التاجر الإنجليزي السير ادوارد سان جون فيرمان، امتيازا لإنشاء خط سكك حديدية يصل ما بين الإسكندرية والرمل، مع الاحتفاظ بحق سحب الامتياز منه في أي وقت.وبعد مرور عامين، تأسست شركة مساهمة برأس مال قدره 12 ألف جنيه، مقسمة على 1200 سهم باسم Strada Ferrata Tra Allessandria Ramlea حيث تنازل السيد فيرمان، للشركة الجديدة عن حق الامتياز في مقابل حصوله على 30 في المائة من الأرباح خلال السنوات الثلاث الأولى، وفي سبتمبر (أيلول) من عام 1862م وضعت أول قضبان حديدية في منطقة مسلة كليوباترا (محطة الرمل حاليا)، ليشرع في مد الخط الحديدي، ليفتتح في 8 يناير (كانون الثاني) عام 1863، حيث تم نقل الجماهير في ذلك اليوم بواسطة قطار واحد من محطة الإسكندرية إلى محطة بولكلي، عن طريق مسجد سيدي جابر، وكان القطار يتكون من عربة واحدة درجة أولى، وعربتين درجة ثانية، وعربة واحدة درجة ثالثة، حيث كان يجره أربعة خيول. ومع تولي الخديوي إسماعيل زادت عنايته بتعمير الإسكندرية، فاعتني بحي الرمل، وأقام القصور بضاحية الرمل للإقامة بها صيفا، واهتم برعاية الخط الحديدي، وطورها لتستخدم القاطرة البخارية في 22 أغسطس عام 1863.أعقب ذلك إنشاء شركة «سكك حديد الإسكندرية والرمل» برأس مال قدره 110 آلاف جنيه إنجليزي، واستكملت مد الخط الحديدي من محطة سبورتنج إلى محطة مصطفى باشا، وأوقفت الشركة تشغيل الخط الآخر ـ خط جامع سيدي جابر، حتى تمت إعادته للعمل مرة أخرى عام 1926.وفي عام 1897م بدأت الشركة في ازدواج الخط ما بين محطة الرمل، ومحطة بولكلي، ليصبح هذا الخط هو الأساس، الذي تطور بعد ذلك ليصبح خط ترام الرمل الحالي. وفي شهر يونيو (حزيران) 1898، شهد خط الترام تطورا كبيرا، حين قررت الشركة استبدال القاطرات التي تعمل بطاقة البخار بأخرى تعمل بالكهرباء، إلا أن ذلك لم يتم سوى في الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) عام 1904، واستعملت العربات الكهربائية في نقل الركاب من ميدان محطة الرمل إلى محطة سراي رأس التين فقط، لأن المنطقة التي تمتد من محطة ترام السراي وحتى محطة المحمدية، أو فيكتوريا أو النصر حاليا خاصة بالخديوي عباس حلمي الثاني، وأصبحت متاحة للجماهير عام 1909م.أما ترام المدينة (الترام الأصفر) فقد أنشئت شركة بلجيكية لتشغيله عام 1897، باسم شركة «ترامواي الإسكندرية»، حيث قامت مع ظهور الترام الكهربائي فكانت السباقة إلى استخدامه، وقد بدأت هذه الشركة أعمالها حين ظهرت ضرورة ربط أجزاء المدينة القديمة بشبكة من الخطوط، لترتبط بعد ذلك بشبكة ضاحية الرمل لربط المدينة ببعضها.وبدأت الشركة برئاسة المسيو دوجاه، في مد الأسلاك الكهربائية في الفترة من سبتمبر (أيلول) 1896 وحتى أغسطس (آب) 1897، وأقيم الاحتفال بتسيير العربات الأولى في 11 سبتمبر (أيلول) 1897 بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني. وكانت المحطة الرئيسية في مينا البصل أمام مبنى بورصة القطن، حيث يتفرع منه ثلاثة خطوط، يصل أحدها إلى ميدان المنشية الصغرى «ميدان سانت كاترين حاليا»، يصل الثاني إلى منطقة المكس، والثالث يبدأ من شارع الميدان بميدان المنشية، ومنه يصل خط رابع إلى منطقة الجمرك (منطقتي الأنفوشي ورأس التين حاليا).وحول حفل افتتاح الترامواي، يقول أحمد شفيق باشا في مذكراته، حول عهد الخديوي عباس حلمي الثاني: «في 11 سبتمبر (أيلول) 1897 احتفل بافتتاح أول خط للترام بالإسكندرية، فاجتمع جمهور عظيم من الناس في شارع المنشية الصغرى مبدأ الخط الكهربائي، وأوقفت خمس عربات كهربائية لحمل المدعوين، وأعدت عربة مزينة بالأزهار لركوب الخديوي، وفي الساعة الخامسة حضر سموه فنزل وحي مستقبليه، وكان قد سبق سموه الغازي أحمد باشا مختار وكبار رجال المعية وحضرات النظار، بعد ذلك ركب الخديوي العربة المعدة له وسارت، وتلتها بقية العربات تقل المدعوين، إلى أن وصلنا إلى المكس، وبعد ذلك عدنا بها إلى المخزن العام بكرموز، حيث افتتح الخديوي المأدبة التي أقيمت هناك، وبعد ذلك عاد مع حاشيته إلى المنتزة».وبدأت خطوط الترام تمتد إلى دوائر أخرى عديدة ربطت ما بين الضواحي وقلب المدينة، مما أثر على اتجاهات العمران بالمدينة، وأصبح الأساس لشبكة الطرق بالمدينة، التي ما زالت تعتمد على غالبيتها للآن، فالإسكندرية لم تشهد أي تغيير كبير في شبكة الربط الداخلي خلال المائة عام الماضية، بخلاف القاهرة عاصمة البلاد.وفي 11 يونيو (حزيران) عام 1912م وموافقة الجمعية العمومية على قرار مجلس الإدارة الصادر في أول يناير من العام ذاته، الذي يقضي بتنازل شركة «ترامواي الإسكندرية» إلى شركة «سكك حديد الإسكندرية والرمل» عن إدارة خطوطها فقط، لتصبح تلك الشركة هي المسؤولة عن نقل الركاب بالترام، حتى تم تأميم هذا المرفق في أعقاب قيام ثورة يوليو (تموز) 1952
2 التعليقات:
شكرا لوضعك لينك مدونتى والنقل عنها ، حضورك اسعدنى واهتمامك اسعدني اكثر
أنا فعلا بشكرك على الموضوع الجميل ده لأنه أسعدنى جدا جدا كعاشق لتاريخ الإسكندرية و كمان هو مكتوب كويس
و يشرفنى بجد إضافته لقسم ( القارئ لهم ) فى مدونتى .. و اتمنى دوام التواصل بينا
و شكرا على ردك و ذوقك الواضح
و كل سنة و إنت طيب
إرسال تعليق