( 1 )
هى ... لم تعلم شيئا عن تلك الاستفاقة الإجبارية التي دفعت به إلى فراغ النافذة الواسعة يبحث عن نسمة باردة تذهب بتكاثف حبات العرق على جبهته ... تكاسل حركة الهــــواء الممتد مــع خضوع حى ( القلعة ) لصمت كامل يدفعه من جديد إلى السرير ... يتراشق مع سقف الحجرة بنظرة شاردة ... يستجمع نفسه من أطراف هذا الحلم الغريب الذي اقتحم عليه رغبته الشــديدة في النوم .
( طريق ملتوى ... شخوص ترمقه بنظرة لا يفهمها ... بعض الإيماءات تشجعه على للتقدم رغم زحف موجة ضباب نحوه ....)
عاد للنوم و منه إلى حركة يديها ... تهزه بطريقتها الحانية المعتادة ... تتركه للحظات فى تلقائية معتادة ... تطلق ضوء الصباح المتزاحم خلف النافذة فى ترتيب يومى تلحقه كلمات محببة تستقبل الحياة .. يستدير بالجذع ترافقه خفة لم يعهدها ... ينادى عليها .. تفاجئه يتلوى ملامح وجهها بين عــــلامات الدهـشة و الصدمة ثم تمنحه لقطة واسعة من الفزع ... يندمج بالحاجبين بينما تسقط هى داخل صيحة مشــروخة جمعت في أطرافها كل أحياء الشقة كتلة واحدة متلاصقة و ما تزال علامات الرغبة في النوم تغلب عند باب الغرفة ... يتناوبون ترديد سؤال واحد .
- إيه إل حصل ... ؟
تجيب عليهم بإشارات متداخلة نحوه وهى تواصل السقوط
- هو فيه إيه ... ؟
يتأكد من نفسه .... ثبات أغراض الحجرة .... انزواء مكتبه .... أوراقه المتناثرة بعد أن أدركه التعب دون أن تصادفه نهـــاية منطقية لقصة قصيرة يكتبها ... كل شيء ... هو نفـس كل شيء إلا بعض رائحة برودة تلسعه .
- لا حول و لا قوة إلا بالله
- خير.... ؟ مالكم ... ؟
لا يحصل منهم على أي إجابة .... تنهال عليه حركات أيديهم المصدومة تنغرس بجسده النحيل بشغف كأنها ترغب فى تأكيد وجوده , حتى والده الذي ينصـــحه دائما بأن دموع الرجال ضعف يراه ينغرس فى الزاوية متكوما على نفسه يغمره حزن مفرط .
- فين شرايط القرآن ؟
- في درج ( النيش )
ينتقل بنظرة متعجبة بين أخيه الذي لم يتوقف حتى وقت متأخر من ليلة أمس عن الاستماع لمطربته الشقراء التي يحلم بأن يقابلها حقيقة لو لمرة قبل أن يغادر الدنيا ... و أخته التي تخطت أعتاب الأنثى في سنواتها الأولى . حتى إنها فقط قبل ساعات أخبرته بأن هناك أحدا يراها فتاه أحلامه ... و قد رغبت هي فيه .
يغمس أطرافه في الضوء المندفع لينفـــلت عنها تكوين الظل بـشكل مباغت ... يعيدها بجواره سريعا مع تكرار سؤال مشابه .
- هو إيه إل حصل .... ؟
ينسحبون مع خطواتهم المهتزة إلى خارج الغرفة ... يعود بوحدته يبحث عن إجابة بين أروقـة الحلم المشتبك عنوة بدرجات الذاكرة
" يخطو بينهم في استسلام ... الضباب يتجمع أكثر ... تتبعه نصف ابتسامة مشجعة على وجوه الشخوص ) .
- أكيد ده هزار بايخ . ... أنا لسه هنا .
لم يسلم مفتاح هواجسه لتحذيرات الطبيب عن تهاوى حالة القلب التى تحولت لرفيق مزعج استسلم لصحبته المفروضة عليه ... فهو أعتاد أن يكمل بجرعة حياة خاصة .
( 2 )
الأصوات المتتابعة من وراء باب الغرفة تزج بغضبه نحوه ... يتوعدهم بوقف هذا المزاح السخيف فهو مازال لديه الكثير على قائمة حياته لم ينفذه ... يندفع بشبابه ... تستقبله لوحة الأسود تتقاسمها أجساد الجيران وبعض المعارف الذين أعتاد أن يقابلهم إلا صدفة في عزاء أخر و قد تناثروا في صالة الشقة حيث أصرت والدته أن تضع صورة تخرجه الحديثة في مكان مرئي .. لتؤيد وصلتها التفاخرية بوقفته الواثقة عندما تشرع فى مسايرة أى حديث مع جارة .
- صغير يا ختى .
- شدي حليك .
- أمانة و رجعت لصاحبها .
لا يعترف بما يحدث ... الكل يريد أن يسرق منه لذة الصباح في هزار ثقيل حتى " ولاء " جارته التي شاركته لعب الطفولة و عبرت معه على السنين حتى جمعت بينهما نظرة تنزوي برعشة في حضن والدتها .. و هي تردد أحيانا اسمه في عواء ضعيف .
- هما بس عايزين .... يعملوا حكاية على حسابي ؟
( 3 )
يجذبه سكون غرفته و قد زاد حمل حيرته من تصرفاتهم البكائية .. يصطدم بوجه مصمت يشرع في أن يخلع عن جــــسده ملابسه رغما عنه , ثم يباشر سكب الماء عليه و هو يتمتم بآيات تر دد صيغا كثيرة للموت ... ينهره .. لا شئ يتغير بينهما .. يتابع بصدمة قطع القـــطن تسـد الأذنين , و قماشا أبيض يحكم بطياته كل جسده .
ينزوي بطيفه إلى ركن الغرفة يراقب للمرة الأولى جسده المسجى على لوح خشبى بارد ...
هى ... لم تعلم شيئا عن تلك الاستفاقة الإجبارية التي دفعت به إلى فراغ النافذة الواسعة يبحث عن نسمة باردة تذهب بتكاثف حبات العرق على جبهته ... تكاسل حركة الهــــواء الممتد مــع خضوع حى ( القلعة ) لصمت كامل يدفعه من جديد إلى السرير ... يتراشق مع سقف الحجرة بنظرة شاردة ... يستجمع نفسه من أطراف هذا الحلم الغريب الذي اقتحم عليه رغبته الشــديدة في النوم .
( طريق ملتوى ... شخوص ترمقه بنظرة لا يفهمها ... بعض الإيماءات تشجعه على للتقدم رغم زحف موجة ضباب نحوه ....)
عاد للنوم و منه إلى حركة يديها ... تهزه بطريقتها الحانية المعتادة ... تتركه للحظات فى تلقائية معتادة ... تطلق ضوء الصباح المتزاحم خلف النافذة فى ترتيب يومى تلحقه كلمات محببة تستقبل الحياة .. يستدير بالجذع ترافقه خفة لم يعهدها ... ينادى عليها .. تفاجئه يتلوى ملامح وجهها بين عــــلامات الدهـشة و الصدمة ثم تمنحه لقطة واسعة من الفزع ... يندمج بالحاجبين بينما تسقط هى داخل صيحة مشــروخة جمعت في أطرافها كل أحياء الشقة كتلة واحدة متلاصقة و ما تزال علامات الرغبة في النوم تغلب عند باب الغرفة ... يتناوبون ترديد سؤال واحد .
- إيه إل حصل ... ؟
تجيب عليهم بإشارات متداخلة نحوه وهى تواصل السقوط
- هو فيه إيه ... ؟
يتأكد من نفسه .... ثبات أغراض الحجرة .... انزواء مكتبه .... أوراقه المتناثرة بعد أن أدركه التعب دون أن تصادفه نهـــاية منطقية لقصة قصيرة يكتبها ... كل شيء ... هو نفـس كل شيء إلا بعض رائحة برودة تلسعه .
- لا حول و لا قوة إلا بالله
- خير.... ؟ مالكم ... ؟
لا يحصل منهم على أي إجابة .... تنهال عليه حركات أيديهم المصدومة تنغرس بجسده النحيل بشغف كأنها ترغب فى تأكيد وجوده , حتى والده الذي ينصـــحه دائما بأن دموع الرجال ضعف يراه ينغرس فى الزاوية متكوما على نفسه يغمره حزن مفرط .
- فين شرايط القرآن ؟
- في درج ( النيش )
ينتقل بنظرة متعجبة بين أخيه الذي لم يتوقف حتى وقت متأخر من ليلة أمس عن الاستماع لمطربته الشقراء التي يحلم بأن يقابلها حقيقة لو لمرة قبل أن يغادر الدنيا ... و أخته التي تخطت أعتاب الأنثى في سنواتها الأولى . حتى إنها فقط قبل ساعات أخبرته بأن هناك أحدا يراها فتاه أحلامه ... و قد رغبت هي فيه .
يغمس أطرافه في الضوء المندفع لينفـــلت عنها تكوين الظل بـشكل مباغت ... يعيدها بجواره سريعا مع تكرار سؤال مشابه .
- هو إيه إل حصل .... ؟
ينسحبون مع خطواتهم المهتزة إلى خارج الغرفة ... يعود بوحدته يبحث عن إجابة بين أروقـة الحلم المشتبك عنوة بدرجات الذاكرة
" يخطو بينهم في استسلام ... الضباب يتجمع أكثر ... تتبعه نصف ابتسامة مشجعة على وجوه الشخوص ) .
- أكيد ده هزار بايخ . ... أنا لسه هنا .
لم يسلم مفتاح هواجسه لتحذيرات الطبيب عن تهاوى حالة القلب التى تحولت لرفيق مزعج استسلم لصحبته المفروضة عليه ... فهو أعتاد أن يكمل بجرعة حياة خاصة .
( 2 )
الأصوات المتتابعة من وراء باب الغرفة تزج بغضبه نحوه ... يتوعدهم بوقف هذا المزاح السخيف فهو مازال لديه الكثير على قائمة حياته لم ينفذه ... يندفع بشبابه ... تستقبله لوحة الأسود تتقاسمها أجساد الجيران وبعض المعارف الذين أعتاد أن يقابلهم إلا صدفة في عزاء أخر و قد تناثروا في صالة الشقة حيث أصرت والدته أن تضع صورة تخرجه الحديثة في مكان مرئي .. لتؤيد وصلتها التفاخرية بوقفته الواثقة عندما تشرع فى مسايرة أى حديث مع جارة .
- صغير يا ختى .
- شدي حليك .
- أمانة و رجعت لصاحبها .
لا يعترف بما يحدث ... الكل يريد أن يسرق منه لذة الصباح في هزار ثقيل حتى " ولاء " جارته التي شاركته لعب الطفولة و عبرت معه على السنين حتى جمعت بينهما نظرة تنزوي برعشة في حضن والدتها .. و هي تردد أحيانا اسمه في عواء ضعيف .
- هما بس عايزين .... يعملوا حكاية على حسابي ؟
( 3 )
يجذبه سكون غرفته و قد زاد حمل حيرته من تصرفاتهم البكائية .. يصطدم بوجه مصمت يشرع في أن يخلع عن جــــسده ملابسه رغما عنه , ثم يباشر سكب الماء عليه و هو يتمتم بآيات تر دد صيغا كثيرة للموت ... ينهره .. لا شئ يتغير بينهما .. يتابع بصدمة قطع القـــطن تسـد الأذنين , و قماشا أبيض يحكم بطياته كل جسده .
ينزوي بطيفه إلى ركن الغرفة يراقب للمرة الأولى جسده المسجى على لوح خشبى بارد ...
- هل جاء فقط ليرحل بنصف عمر ؟
- أسيرحل فعلا لحساب كامل ؟
- الوظيفة ... الارتباط .. الحياة المستقلة ... الصراع مع المجهول .. باتت تفاهات مفتوحة ؟
تأتيه نهاية حلمه تؤكد عليه الحقيقة رغم مقاومته للفكرة .
( الطريق ينحنى ... شخوص تتلاصق تقطع عليه طريق العودة ... طبقات ضباب تغمره بزيادة ... يختفي ) ... أدركها بمفرده ... بينما شرع صوت مقتضب متحشرج يلفظ فى ميكروفون المسجد المجاور حروف اسمه داخل ساعات الصباح المرتعد .
0 التعليقات:
إرسال تعليق